فيصل القاسم.. أسطورة الإعلام العربي




في عالم الإعلام العربي، يبرز اسم واحد لامع لا يمكن تجاهله، إنه الأستاذ فيصل القاسم، مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي استطاع أن يحفر اسمه في ذاكرة المشاهد العربي ويصبح علامة فارقة في التاريخ الإعلامي.


بداية المشوار

ولد فيصل القاسم في مدينة السويداء السورية، ونشأ في أسرة متواضعة لكنها طموحة. التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة دمشق، حيث اكتشف شغفه بالصحافة والإعلام.

بعد تخرجه، عمل القاسم مراسلاً لعدد من الصحف العربية، ثم انتقل إلى لندن في أواخر الثمانينيات حيث عمل في إذاعة "بي بي سي" وقناة "العربية".


الاتجاه المعاكس

في عام 1996، ومع انطلاق قناة "الجزيرة"، اختار القاسم الانضمام إليها ليقدم برنامجه الأسبوعي "الاتجاه المعاكس".

سرعان ما أصبح البرنامج منصة حوارية استقطبت ملايين المشاهدين في الوطن العربي والعالم. واستضاف القاسم في برنامجه كبار السياسيين والخبراء والمثقفين، ليطرح القضايا الشائكة والمهمة ويناقشها.

  • مواجهة الآراء المتعارضة: اشتهر القاسم بقدرته على مواجهة الآراء المتعارضة وإدارة النقاش بمهارة فائقة، مما ساهم في خلق جو من الإثارة والتشويق.
  • الصراحة الجريئة: لم يتردد القاسم في طرح الأسئلة الصعبة والسعي وراء الحقيقة، بغض النظر عن هوية الضيف أو موقعه السياسي.
  • الحوار الحضاري: على الرغم من حدة النقاشات في بعض الأحيان، إلا أن القاسم كان حريصًا على الحفاظ على الحوار الحضاري واحترام وجهات النظر المختلفة.

الانتقادات والتكريمات

لم يسلم القاسم من الانتقادات، واتهمه البعض بالانحياز أو التحيز لجهة معينة. ومع ذلك، نال أيضًا الكثير من التقدير والتكريم، حيث حصل على العديد من الجوائز العربية والدولية.

في عام 2014، اختارته مجلة "فورين بوليسي" من بين الشخصيات المائة الأكثر تأثيرًا في العالم.


ما وراء الصورة الإعلامية

وراء الصورة الإعلامية الشهيرة، يوجد فيصل القاسم الإنسان. إنه أب محب لثلاثة أطفال، وحريص على إبقاء حياته الشخصية بعيدًا عن الأضواء.

يقول القاسم: "أحاول أن أكون صادقًا مع نفسي ومع المشاهدين. الإعلام مسؤولية كبيرة، وأنا أتحملها بكل جدية وأمانة".


إرث فيصل القاسم

سيظل فيصل القاسم علامة فارقة في تاريخ الإعلام العربي. فقد نجح في تحويل برنامج "الاتجاه المعاكس" إلى منصة مهمة للحوار والنقاش، مما ساهم في زيادة الوعي السياسي لدى المشاهد العربي.

كما لعب القاسم دورًا مؤثرًا في تشكيل الرأي العام العربي، وإثارة القضايا المهمة، وتعزيز ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر.

"فيصل القاسم.. أسطورة الإعلام العربي الذي غيّر المشهد الإعلامي وأسس لثقافة جديدة للحوار والنقاش".