يتناول برنامج "الاتجاه المعاكس" قضايا سياسية ساخنة، ويدعو ضيفين للتعبير عن وجهات نظر متعارضة حول القضية المطروحة. بفضل أسلوبه الحاد في إدارة الحوار، ومهارته في توجيه الأسئلة الصعبة، أصبح البرنامج منصة مهمة لنقاش القضايا العربية الملحة، وكشف زيف الأنظمة القمعية.
وإلى جانب برنامجه الشهير، عرف القاسم بمقالاته اللاذعة في صحيفة "القدس العربي" اللندنية، والتي لا يتردد فيها عن انتقاد الأنظمة العربية وحكامها، ما جعل منه هدفًا لهجمات واتهامات عديدة، وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية.ورغم المخاطر التي تحيط به، لم يتراجع القاسم عن التعبير عن آرائه الجريئة، مؤمنًا بأن الإعلام الحقيقي يجب أن يكون منبرًا للدفاع عن الحقيقة والحقوق، ولا يخضع للرقابة أو التخويف.
ولعل أبرز ما يميز القاسم هو بلاغته اللغوية، وقدرته على انتقاء المفردات الأكثر تأثيرًا، ما جعل خطاباته "علامة فارقة" في الإعلام العربي. فهو لا يتردد في استخدام عبارات مثل "الديكتاتور" و"السفاح" و"العميل" لوصف المسؤولين الذين يرى أنهم يستحقون هذه الأوصاف.إلا أن أحدًا لا يمكنه أن ينكر تأثير القاسم الهائل في المشهد الإعلامي العربي. فقد أصبح رمزًا لحرية التعبير والجرأة في مواجهة السلطة، وهو ما أهله للحصول على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها جائزة "المذيع العربي الأجرأ" التي منحته إياها مجلة "إيكونومست" العالمية عام 2010.
وما زال القاسم حتى اليوم يواصل مسيرته الإعلامية، ولا يزال برنامجه "الاتجاه المعاكس" يشعل فتيل الجدل، كما يظل صوته الجهوري يجلد خصومه، ويشكل صداعًا في رأس الكثير من الحكام العرب.