قسمة ونصيب




يحب البعض أن يصدق أن الله خلق لنا نصيبًا محددًا من الأحداث، سواء كانت أحداثًا جيدة أو سيئة، وأن هذه الأحداث ستحدث لنا مهما حاولنا منعها.
ويؤثر هذا المفهوم على تصورنا للحياة بشكل كبير، حيث يجعلنا نستسلم للأحداث التي نصادفها ونقبلها على أنها جزء لا مفر منه من رحلتنا.
ومع ذلك، فإنني أعتقد أننا نمتلك طاقة أكبر مما ندرك، وأن لدينا القدرة على تشكيل حياتنا واختيار مسارنا الخاص. فمفهوم القسمة والنصيب لا يعطينا القوة اللازمة لصنع واقعنا الخاص.
إن فكرة أن الله قد رسم خطة لكل واحد منا قد تبدو مريحة في البداية، لكنها في الواقع يمكن أن تكون محبطة للغاية. فهي تحرمنا من الشعور بالسيطرة على حياتنا وتجعلنا نشعر بالعجز إزاء الأحداث الخارجية.
وإذا كنا نؤمن حقًا أننا لسنا سوى دمى في مسرحية كتبها الله، فلماذا نبذل أي جهد؟ فلماذا نعمل على تحقيق أهدافنا أو نحاول تحسين أنفسنا؟
أعتقد أن الحياة أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، وأن لكل منا دور يلعبه في تشكيل مصيره. فمفهوم القسمة والنصيب يجعلنا نستسلم للأحداث بدلاً من أن نعمل على تغييرها.
وقد يرى البعض أن هذا المفهوم يوفر الراحة في أوقات الشدة، لكنني أرى أنه يمكن أن يكون أيضًا عذرًا للكسل والاتكالية. فلماذا نحاول تحسين حياتنا إذا كنا نعتقد أن كل شيء مقدر لنا سلفًا؟
لذا، فإنني أدعوكم إلى رفض مفهوم القسمة والنصيب. دعونا نؤمن بأننا نمتلك القوة على تشكيل حياتنا الخاصة، وأن لدينا القدرة على جذب الأشياء التي نريدها حقًا. فلننكر مفهوم الاستسلام للأحداث ونبدأ في التصرف نحو مستقبلنا.
الحياة مليئة بالاحتمالات، ولا يوجد شيء اسمه "قضاء وقدر".