لقد كانت قصواء هى الرفيقة النبى محمد صلى الله عليه وسلم في كل غزوة ومعركة، فكانت تنقله إلى حيث يود الذهاب، وكانت وفية له لا تفارقه، حتى أنه كان يوصى أصحابه بالرفق بها، فكانوا لا يضربونها ولا يحملونها فوق طاقتها، وإذا نزلوا يتركونها ترتع كيفما تشاء.
وكان من شدة حب الرسول عليه الصلاة والسلام لقصواء، أنه كان يقبلها ويلثمها ويقول لها:"مرحباً يا قصواء"، وكانت ترد عليه وكأنها تشاركه الحديث، ولقد كان هذا الأمر من الأمور الغريبة والمميزة التي لم يفعلها أي إنسان مع أي بعير على وجه الأرض.
ولقد ذكرت قصواء في كثير من الروايات والأحاديث النبوية، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لقصورًا من لؤلؤ، وإن لقصرًا فيها من ذهب، وإن لقصرًا فيها من فضة، وإن قصري فيها من تبر، وإن قصري الذي أسكنه من مسك أذفر، وإن أرضه من كافور، وإن الطوب الذي في جنبي من العنبر، وإن قصري الذي أسكنه الذي في حظيرة القدس، وأن قصواء تنزل في فناء هذا القصر، وأن أمي آمنة تنزل في ظل هذا القصر".
أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فهناك روايتان مختلفتان: الأولى تقول بأنها كانت تسمى قصواء لأنها كانت قصيرة القامة، والثانية تقول بأنها كانت تسمى قصواء لأنها كانت ترعى في قصر من قصور مكة المكرمة، والرواية الأولى هي الأكثر شيوعًا.
ولقد ماتت قصواء بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهذا يدل على مدى العلاقة القوية بين قصواء والرسول.
وفي الختام، فإن قصواء هي ناقة غالية على قلب كل مسلم، لأنها كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي رمز للوفاء والحب والإخلاص، وهي ناقة أسست لنهضة الإسلام، وساهمت في نشر رسالة السماء، فلها منا كل الاحترام والتقدير.