قطعة السماء التي نفتقدها




من منا لا يحب أن يحدق في السماء؟ تلك المساحة الزرقاء الشاسعة المليئة بالغيوم البيضاء الرقيقة والطيور المحلقة libremente، تلك اللوحة التي ترسمها الطبيعة كل يوم بألوان مختلفة، ففي الصباح الباكر عندما تشرق الشمس نرى اللون الذهبي يتسلل بين السحب، وعندما تغرب الشمس في المساء نرى اللون الأحمر الناري يتلون السماء.
لكن هل فكرتم في سبب أحبنا للسماء؟ هل هو بسبب جمالها فقط؟ أم أن هناك سببًا آخر وراء ذلك؟
أعتقد أن سبب حبنا للسماء هو أنها تذكرنا بالحرية واللانهاية. عندما ننظر إلى السماء نشعر وكأننا ننظر إلى ما لا نهاية، وهذا الشعور باللانهاية يجعلنا نشعر بالصغر والتواضع، ولكنه في الوقت نفسه يجعلنا نشعر بالحرية والقوة، وكأننا نستطيع أن نفعل أي شيء.
السماء هي أيضًا مكان للأحلام والتطلعات. عندما ننظر إلى السماء، فإننا لا نرى فقط السحب والطيور، ولكننا أيضًا نرى أحلامنا وتطلعاتنا. نحلم بأن نطير في السماء مثل الطيور، أو أن ننطلق في الفضاء مثل الصواريخ، أو أن نصل إلى النجوم مثل رواد الفضاء.
لكن في السنوات الأخيرة بدأت السماء تتغير. بسبب التلوث الضوئي أصبحت السماء أقل زرقة وأكثر إشراقًا. لم تعد السماء هي نفسها التي كانت عليها من قبل.
وعدم قدرتنا على رؤية السماء بوضوح له تأثير سلبي على صحتنا العقلية والجسدية. فقد أظهرت الدراسات أن التلوث الضوئي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النوم والقلق والإجهاد، كما أنه يمكن أن يؤثر على مستويات هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يساعدنا على النوم.
لذا، فمن المهم أن نتحرك لحماية سمائنا. يمكننا أن نفعل ذلك من خلال تقليل كمية الضوء التي ننتجها في الليل، واستخدام مصابيح الشوارع الأكثر تعتيمًا، وإغلاق الستائر في الليل.
دعونا جميعًا نعمل معًا لحماية سمائنا. دعونا نحافظ على جمالها وروعتها للأجيال القادمة. دعونا نعطي أطفالنا الفرصة للنظر إلى السماء ورؤية جمالها الذي لا مثيل له.