قناة السويس.. شاهقة التاريخ، ووطن الحضارات




قناة السويس.. الممر المائي العظيم، الذي طالما ارتبط اسمه بتاريخ مصر المجيد، فهي شاهدة على عظمة المصريين وإبداعهم منذ آلاف السنين، ومفترق طرق للتجارة العالمية عبر العصور.
تقع قناة السويس في مصر، وتتصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وهي أقصر طريق بحري بين الشرق والغرب، مما جعلها ذات أهمية اقتصادية وتجارية كبيرة.وقد تم حفرها في عهد الخديوي إسماعيل باشا عام 1869، وقد استغرق العمل فيها عشر سنوات، وشارك في بنائها مجموعة كبيرة من المهندسين والعمال المصريين بقيادة المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس.
وتعتبر قناة السويس من أهم الممرات المائية في العالم، حيث تمر بها ما يقرب من 12% من حركة التجارة البحرية العالمية، وهي مصدر رئيسي للدخل لمصر. كما أن لها أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تقع في منطقة حساسة من العالم، وتمر بها العديد من السفن الحربية والتجارية.
على مر التاريخ، تعرضت قناة السويس للاحتلال من قبل العديد من القوى الأجنبية، حيث احتلتها بريطانيا عام 1882، وظلت تحت سيطرتها حتى عام 1956.وفي عام 1956، قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، مما أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وقد تمكنت مصر من استعادة سيطرتها على القناة عام 1957، وأصبحت رمزًا للحرية والاستقلال الوطني.
وفي عام 2014، تم افتتاح قناة السويس الجديدة، وهي مشروع عملاق تم تنفيذه بتكلفة بلغت 8.2 مليار دولار، ويهدف إلى زيادة قدرة القناة الاستيعابية وجعلها أكثر أمانًا وسرعة.وقد حقق هذا المشروع نجاحًا كبيرًا، حيث ساهم في زيادة حركة الملاحة في القناة، ورفع مستوى الأرباح التي تحققها مصر منها.
وتعتبر قناة السويس جزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية، وهي رمز لعظمة وتاريخ هذا البلد العريق. وقد شكلت القناة دائمًا مصدرًا للفخر والاعتزاز لدى المصريين، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل حمايتها والحفاظ عليها.