يقولون إن الوقوف على جبال شاهقة يجعلك تشعر بالصغر والضآلة. وهو أمر أشعر به كل عام مع تجدد كأس الملك وتأهل فريقنا المتواضع إلى النهائي. حيث تتصاعد الموجة الزرقاء في المدينة، يلفها الحماس والترقب، وتندثر مشاعري الخاصة وسط طوفان التصفيق والهتافات.
هذا العام كان الأمر مختلفًا. لم تكن هناك موجة زرقاء، ولم يتردد إنشاد اسم الفريق على شفاه أبناء المدينة. كان الصمت هو سيد الموقف، وكان القلب يئن من هول الخيبة. الهزيمة هذه المرة كانت أقسى من أي هزيمة أخرى.
لطالما كان كأس الملك قلعة ناجعة. ملاذًا لنا من متاعب الدوري، وبلسمًا يداوي جراح المباريات الكارثية. فحتى عندما كنا نتجرع الهزائم الواحدة تلو الأخرى في الدوري، كنا نلجأ إلى سحر الكأس الذي كان يمنحنا لمحات من الفرح المؤقت.
ولكن ما حدث هذا العام كان بمثابة زلزال. هزيمة ثقيلة وأداء مخيب. لم يكن هناك أي أثر لتلك الروح القتالية التي اعتدنا عليها، ولم يظهر أي وميض من الإبداع الذي طالما ميزنا.
في تلك الليلة الحزينة، لم تكن المدينة تبكي على هزيمة فريقها فحسب، بل كانت تبكي على أحلامها المحطمة. كانت الخسارة أشبه بالجرح الغائر الذي مزق نسيج المدينة الواحد. لم يكن الأمر مجرد مباراة؛ بل كان رمزًا لتوقنا إلى شيء أكبر منا، شيء يمكن أن نتباهى به وأن نحتفل به.
ولكن هذه المرة، لم يكن هناك ما يدعو إلى الاحتفال. كان هناك فقط فراغ كبير، شعور بالخسارة التي لا يمكن وصفها.
إن الإجابة على هذا السؤال لا يمكن أن تكون سهلة. فالحقيقة أن هناك عوامل عديدة ساهمت في هذه الهزيمة المرة. ربما كان الإرهاق، وربما قلة الخبرة، وربما مجرد سوء حظ. ولكن أيًا كان السبب، فإن الواقع الذي لا مفر منه هو أننا خسرنا.
غير أن الخسارة لا تعني النهاية. فهي مجرد عقبة على الطريق، وهي فرصة للتعلم والنمو. فنحن الآن نواجه خيارين: إما أن نستسلم لليأس، أو أن نستمد القوة من هذه الهزيمة ونعود أقوى من ذي قبل.
أعلم أن العودة إلى الطريق الصحيح لن تكون سهلة. ستكون هناك عقبات وتحديات أخرى في انتظارنا. ولكنني واثق من أننا سنتمكن من التغلب عليها. فنحن فريق متحد، مدعوم بروح لا تقهر.
وعندما نرفع الكأس مرة أخرى، ستكون لحظة الانتصار أكثر حلاوة من أي وقت مضى. سنكون قد أثبتنا أنفسنا وأننا لم نستسلم أبدًا. سنكون قد أظهرنا أننا فريق حقيقي، مهما كانت التحديات التي تواجهنا.
لذا، دعونا نستلهم الإلهام من هذه الهزيمة، ونجعل من كأس الملك القادم قصة انتصار. دعونا نعود إلى الطريق الصحيح، ولنثبت للعالم أننا ما زلنا فريقًا لا يقهر.