كأس مصر.. البطولة الأغلى التي جمعت المصريين على حب كرة القدم




لعبت بطولة كأس مصر دورا مهما في توحيد المصريين وزرع حب كرة القدم في قلوبهم، منذ انطلاقها في عام 1921، والتي شهدت العديد من اللحظات التاريخية التي لا تزال عالقة في أذهان المصريين.
خلال حقبة ما قبل ثورة 1952، كانت كأس مصر بمثابة متنفس للمصريين من جميع الطبقات الاجتماعية، حيث كانت المباريات تجري في ملعب القاهرة الدولي، وهو الملعب الذي كان يُعرف آنذاك باسم "ستاد الجيش".
كانت أجواء المباريات مليئة بالحماس والإثارة، حيث كان المشجعون يتوافدون بكثافة على الملعب لتشجيع فرقهم المفضلة. وكانت المباريات تُغطى على نطاق واسع في الصحف والمجلات، التي كانت تُصدر أعدادًا خاصة للحديث عن المباريات والفرق المشاركة.
وفي عام 1952، وبعد ثورة يوليو، أصبحت كأس مصر تحت رعاية الدولة، وبات يُنظر إليها على أنها بطولة وطنية تجمع بين المصريين من جميع أنحاء البلاد. وكانت المباريات النهائية تُقام في ملعب القاهرة الدولي، الذي كان يتزين بالعلم المصري والأعلام الملونة التي تحمل شعارات الفرق المشاركة.
ظلت كأس مصر تحظى بشعبية كبيرة لدى المصريين، حتى في فترات الركود الكروي، وكانت المباريات تُعتبر بمثابة ليلة عيد بالنسبة للمشجعين، الذين كانوا يتوافدون إلى الملعب مع أسرهم وأصدقائهم، مرتدين ألوان فرقهم المفضلة، ومرددين الأغاني التشجيعية.
وإلى جانب الألق الرياضي، كان لكأس مصر دور اجتماعي كبير، حيث كانت المباريات تُساهم في تعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين المصريين، وجمعهم على حب كرة القدم. كما كان اللاعبون والفرق المشاركة في كأس مصر بمثابة قدوة للمصريين، وخاصة للشباب، الذين كانوا يرون فيهم مثالًا للإرادة والعزيمة والروح الرياضية.
وعلى مر السنين، شهدت كأس مصر ظهور العديد من اللاعبين والفرق التي تركت بصمة في تاريخ كرة القدم المصرية. ومن أشهر الفرق التي حققت لقب كأس مصر نادي الزمالك، الذي يعد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، برصيد 28 لقبًا، يليه الأهلي برصيد 37 لقبًا، والإسماعيلي برصيد 18 لقبًا.
وقد عرفت كأس مصر العديد من اللحظات التاريخية، من بينها مباراة نهائي كأس مصر عام 1972، التي جمعت بين الأهلي والزمالك، والتي انتهت بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف، بعد مباراة ماراثونية استمرت إلى الأشواط الإضافية.
وكانت هناك أيضًا مباراة نهائي كأس مصر عام 1985، التي جمعت بين الزمالك والإسماعيلي، والتي انتهت بفوز الزمالك بركلات الترجيح، بعد مباراة مثيرة شهدت العديد من الأحداث المثيرة للجدل.
ولا تزال كأس مصر حتى اليوم تحظى بشعبية كبيرة لدى المصريين، وتُعتبر بمثابة أحد أهم الأحداث الرياضية في البلاد. وتُقام المباريات النهائية في كأس مصر حاليًا على ملعب القاهرة الدولي، الذي يكتظ بالمشجعين الذين يتوافدون من جميع أنحاء البلاد لتشجيع فرقهم المفضلة، والمشاركة في هذا العرس الكروي الكبير.
وعلى الرغم من التطور الهائل الذي شهدته كرة القدم المصرية، إلا أن كأس مصر لا تزال تحتفظ بمكانتها التاريخية والاجتماعية، وتظل بمثابة رمز لوحدة المصريين وحبهم للكرة المستديرة.