لقد كان الفقيد علماً من أعلام الطب العسكري في المملكة العربية السعودية، وقائدًا بارزًا سطع نجمه في ميادين العلوم والمعرفة.
ولد اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي في محافظة عفيف، وسط نجد، ونشأ في بيئة بسيطة متواضعة، لكنها كانت غنية بالقيم الفاضلة التي جبل عليها أهل نجد منذ القدم.
درس العتيبي الطب في جامعة الملك سعود بالرياض، وتخرج منها بتفوق، ثم واصل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة الماجستير في الجراحة العامة من جامعة تكساس.
عاد العتيبي إلى وطنه بعد تخرجه، ليعمل أخصائيًا للجراحة العامة في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف، ومن ثم انتقل للعمل في مستشفى الملك فهد العسكري بالرياض، حيث تولى مناصب قيادية عدة.
وفي عام 2003، تم تعيينه مديرًا عامًا للخدمات الطبية للقوات المسلحة، وهو المنصب الذي شغله حتى أحيل إلى التقاعد برتبة لواء طبيب.
ترك اللواء العتيبي بصمات واضحة في مسيرة الطب العسكري السعودي، حيث كان من أبرز الأطباء الذين ساهموا في تطويره وتحديثه، وكان له دور فعال في إنشاء العديد من المستشفيات العسكرية الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات الطبية.
كما كان العتيبي عضواً في العديد من الجمعيات الطبية المحلية والعالمية، وأسهم في تأليف عدد من الكتب والبحوث الطبية.
تمتع اللواء العتيبي بخصال كريمة وأخلاق نبيلة، فقد كان معروفًا بتواضعه الجم، وحسن تعامله مع الجميع، كما كان حريصًا على مساعدة الآخرين، وكان نعم الأخ والصديق لكل من عرفه.
في يوم الثلاثاء 5 ربيع الثاني 1446 هـ، غيب الموت اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي، عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد معاناة مع المرض، تاركًا خلفه ذكرى عطرة ومسيرة حافلة بالعطاء.
لقد فقدت المملكة العربية السعودية برحيل اللواء العتيبي قامة من قامات الطب العسكري، وفقد أهل نجد ابنًا بارًا كان فخرًا لهم ولبلاده، رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جناته.