كريم الحسيني.. الوجه الآخر لـالمناضل




حين نتحدث عن كريم الحسيني، فإن أولى صوره التي تتبادر إلى الأذهان هي صورته في ميادين التحرير والرابعة، وسط المتظاهرين، يخطب فيهم بأسلوب حماسي ومشحون بالعاطفة. صورة المناضل الذي وقف في وجه نظام مستبد، ودفع ثمن مواقفه غالياً.

لكن هل هذه الصورة هي الوجه الحقيقي لكريم الحسيني؟ أم أن هناك وجهاً آخر، لا نعرفه عنه؟

في ظلال الإخوان

ولد كريم الحسيني في عام 1985، في أسرة متدينة. منذ صغره، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وسرعان ما برز كأحد أبرز كوادرها. كان شاباً مفوهاً، ذا حضور قوي. واستطاع في وقت قصير أن يتولى مناصب قيادية داخل الجماعة.

في عام 2011، اندلعت ثورة 25 يناير، فكان الحسيني من أبرز قادتها. كان يخطب في الجماهير، يحرضها على الثورة، ويدعوها إلى إسقاط النظام. وبعد سقوط نظام مبارك، أصبح الحسيني عضواً في مجلس الشعب، ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين.

لكن سرعان ما دب الخلاف بين الحسيني وقيادة الجماعة. فقد انتقد الحسيني سياسات الإخوان، وخاصة موقفهم من الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما دافع عن حقوق الأقليات، وهو ما أثار حفيظة قيادة الجماعة.

الصراع مع الإخوان

في عام 2013، أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. كان الحسيني من أبرز القيادات التي دعت إلى خروج الناس في مظاهرات ضد الانقلاب العسكري. لكن هذه المظاهرات قُوبلت بالقمع الشديد من قبل قوات الأمن، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى.

اتهم الحسيني قيادة الإخوان بالمسؤولية عن سقوط الضحايا، وقال إنهم دفعوا بالشباب إلى الموت من أجل مصالحهم السياسية. كما اتهم الجماعة باستغلال الدين لتحقيق أهدافها.

في عام 2014، أسس الحسيني حزباً سياسياً جديداً باسم "حزب التحالف الشعبي الاشتراكي". وواصل الحسيني انتقاده لجماعة الإخوان، واصفاً إياهم بأنهم "جماعة إرهابية".

الوجه الآخر

بعيداً عن صوره في الميادين، يظهر كريم الحسيني وجهاً آخر مختلفاً تماماً.

فهو شاب مرح يحب الحياة. يحب السفر والتعرف على ثقافات جديدة. كما أنه يحب القراءة والفنون. لديه حس فكاهي رائع، ويستمتع بمجردة الأصدقاء.

الحسيني إنسان بسيط، لا تهمه المظاهر. يعيش في شقة متواضعة، ولا يمتلك سيارة فاخرة. هو رجل شغوف بما يفعل، ويؤمن بقوة الشباب وبقدرتهم على تغيير العالم.

الدعوة إلى التغيير

يدعو الحسيني إلى تغيير جذري في مصر. فهو يرى أن ما حدث في ثورة 25 يناير لم يكن سوى خطوة أولى على طريق التغيير الحقيقي.

يدعو الحسيني إلى إقامة دولة مدنية، لا دينية. دولة تحترم حقوق الإنسان، وتضمن العدالة الاجتماعية للجميع. دولة قائمة على مبادئ الديمقراطية والحرية.

يؤمن الحسيني بأن هذا التغيير ممكن، وأن الشباب المصري قادر على تحقيقه. يدعوهم إلى المشاركة في العمل السياسي، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لمصر.

كريم الحسيني، المناضل الذي واجه الظلم، والإنسان البسيط الذي يحب الحياة. هو وجه مصر الحقيقي، مصر التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية.

دعوة للتفكير

هل آن الأوان لنعيد النظر في صورة كريم الحسيني؟ هل آن الأوان لنرى وجهه الآخر، وجه الإنسان البسيط الذي يحلم بحياة أفضل لمصر؟

هل آن الأوان لننتفض ضد الظلم والفساد؟ هل آن الأوان لنبني مصر التي نريدها، دولة مدنية، ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان؟