كليات الشرق العربي... ما بين الشهرة والواقع




تُعد كليات الشرق العربي واحدة من أشهر الكليات الخاصة في مصر، ولطالما استقطبت طلابًا من جميع أنحاء المنطقة، إلا أن تجارب الطلاب المتخرجين منها تُثير علامات استفهام عديدة حول حقيقة جودة التعليم المقدمة بها.

الجانب المشرق

لا يمكن إنكار أن كليات الشرق العربي تتمتع بسمعة طيبة، وتُعرف على نطاق واسع في سوق العمل، كما تتميز بموقعها المتميز في مدينة الشيخ زايد بالقاهرة، مما جعلها وجهة مفضلة للعديد من الطلاب.

ووفقًا لما صرح به بعض الخريجين، فإن الكلية توفر بيئة تعليمية جيدة، وبعض الأساتذة الأكفاء الذين يمتلكون خبرة علمية وعملية واسعة، كما تُقدم الكلية مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية التي تُلبي احتياجات مختلف الطلاب.

الجانب المظلم

إلا أن تجارب بعض الخريجين الآخرين تروي قصة مختلفة، فبالرغم من شهرة الكلية، فقد انتقدوا بشدة جودة التعليم لديها، مشيرين إلى ضعف مستوى التدريس والإفتقار إلى التركيز على الجانب العملي في بعض التخصصات.

وقال أحد الخريجين: "لقد درست هندسة الكمبيوتر في الشرق العربي، لكن للأسف لم أتعلم الكثير من المهارات العملية اللازمة لسوق العمل، ووجدت صعوبة كبيرة في العثور على وظيفة مناسبة بعد التخرج.".

كما اشتكى بعض الطلاب من الازدحام الشديد في الكلية، مما أدى إلى صعوبة متابعة المحاضرات والحصول على الدعم اللازم من الأساتذة.

بين الحقيقة والوهم

في حين أن كليات الشرق العربي قد تتمتع بشهرة واسعة، إلا أنها لا ترقى دائمًا إلى مستوى التوقعات، ولا يمكن الاعتماد على سمعتها وحدها عند اختيار جامعة أو كلية.

ومن المهم للطلاب المحتملين إجراء بحث شامل وقراءة آراء الخريجين من مختلف التخصصات قبل اتخاذ قرارهم، كما يجب عليهم مراعاة أهدافهم المهنية والمالية عند تقييم أي مؤسسة تعليمية.

الطريق إلى الأمام

يجب على كليات الشرق العربي أن تعمل على تحسين جودة التعليم لديها، والتركيز على تزويد الطلاب بالمهارات العملية التي يحتاجونها للنجاح في سوق العمل.

كما يجب عليها معالجة مشكلة الازدحام وتوفير بيئة تعليمية أكثر ملاءمة للطلاب، وإتاحة المزيد من الفرص للطلاب للتفاعل مع الأساتذة والحصول على دعمهم.

الخلاصة

في النهاية، يجب على الطلاب المحتملين التعامل مع شهرة كليات الشرق العربي بحذر، وإجراء بحث شامل قبل اتخاذ قرارهم بشأن الالتحاق بها، فالسُمعة الطيبة وحدها لا تضمن جودة التعليم.

وتتطلب كليات الشرق العربي بذل الكثير من الجهد لتحسين جودة التعليم لديها والوفاء بوعودها، وإلا فإنها ستستمر في مواجهة انتقادات الخريجين الذين يشعرون أنهم لم يحصلوا على التعليم الذي يستحقونه.