كلية الملك عبدالعزيز الحربية: رحلتي وصراعي ودروسي




عندما تتصفح الإنترنت بحثًا عن كلية الملك عبدالعزيز الحربية، فمن المحتمل أن تصادف مقالاً مثل هذا، مليئًا بالإحصاءات والحقائق الجافة التي تخبرك عن تاريخ الكلية وبرامجها وفرصها الوظيفية. لكنني لن أكتب هذا المقال. بدلاً من ذلك، سأشارككم رحلتي الشخصية في الكلية، والتي كانت مليئة بالصراعات والدروس والعواطف.
كنت في السنة النهائية من المدرسة الثانوية عندما قررت التقدم إلى الكلية الحربية. لقد كنت دائمًا منجذبًا إلى الخدمة العسكرية، وأعجبتني فكرة أن أصبح جزءًا من شيء أكبر من نفسي. ومع ذلك، لم أكن أعرف الكثير عن الكلية الحربية، لذلك أجريت بعض الأبحاث وقررت الذهاب إلى يوم مفتوح.
كان يومًا مفتوحًا دافئًا شمسيًا، وقد انبهرت بالحرم الجامعي الكبير والبنايات الشامخة والطلاب المهندمين في زيهم العسكري. لقد قابلت بعض الضباط الذين أجابوا على أسئلتي، وسرعان ما أدركت أن الكلية الحربية لم تكن مجرد مكان للحصول على شهادة، بل كانت رحلة حياة ستغيرني كإنسان.
قدمت طلب الالتحاق في ذلك اليوم، وبعد أسابيع قليلة تلقيت رسالة بقبولي. لم أصدق عيني. كنت متحمسًا وخائفًا في نفس الوقت. كنت أعلم أن الكلية ستكون صعبة، لكنني كنت مستعدًا للتحدي.
بدأت رحلتي في الكلية في أغسطس 2019. كان أول أسبوع هو ما يسمى بـ "أسبوع المهندسين"، حيث يتم اختبار الطلاب الجدد عقليًا وبدنيًا. لقد كان أسبوعًا صعبًا، لكنه ساعدني أيضًا على تكوين صداقات مع زملائي الجدد.
استمر التدريب طوال السنوات الأربع التي قضيتها في الكلية. وقد شملت التدريبات البدنية والتعليم العسكري والتدريب التخصصي. لقد كانت التمارين صعبة في كثير من الأحيان، لكنها جعلتني أيضًا أقوى وأكثر مرونة.
بالإضافة إلى التدريب، كان علينا أيضًا حضور الفصول الدراسية. وقد شملت هذه الفصول تاريخًا عسكريًا وعلومًا سياسية وقانونًا وقادة دوليين. وقد ساعدتني هذه الفصول على فهم العالم من حولي بشكل أفضل وعلى أن أصبح مفكرًا ناقدًا.
لم تكن الكلية الحربية مجرد مكان للتدريب والتعليم؛ لقد كانت أيضًا مكانًا للنمو الشخصي. لقد تعلمت ان أكون أكثر انضباطًا وأكثر مسؤولية وأكثر احترامًا للسلطة. لقد تعلمت أيضًا أهمية العمل الجماعي والقيادة والوطنية.
لم تكن رحلتي في الكلية سهلة دائمًا. لقد واجهت تحديات في دراستي وفي تدريبي. لقد كانت هناك أوقات شعرت فيها بالإحباط والرغبة في الاستسلام. لكنني تذكرت دائمًا أهدافي، وحصلت على الدعم من زملائي والضباط.
تخرجت من الكلية الحربية في يونيو 2023. لقد كانت لحظة فخر وإنجاز كبيرين. لقد حصلت على شهادة في العلوم العسكرية، وأنا الآن ضابط في الجيش السعودي.
أنا ممتن للغاية للفرصة التي منحت لي للدراسة في الكلية الحربية. لقد كانت تجربة غيرت حياتي، وأنا ممتن لكل ما تعلمته. أنا الآن أكثر استعدادًا لأخذ مكاني كضابط في الجيش السعودي، وأنا متحمس لما يخبئه لي المستقبل.
إلى جميع المهتمين بالانضمام إلى الكلية الحربية، أقول لكم إن الأمر ليس سهلاً، لكن الأمر يستحق ذلك. فإذا كنت مستعدًا للتحدي، وكنت ملتزمًا بخدمة بلدك، فإنني أشجعك على التقدم. قد لا تكون الرحلة سهلة دائمًا، لكنها ستغير حياتك بالتأكيد للأفضل.