كمال داود: كاتب جزائري مبدع يثير الجدل




وبفوزه بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية المرموقة عن روايته "الحوريات"، أصبح كمال داود أول جزائري ينال هذا الشرف العظيم. ومع ذلك، فقد أثار جدلًا كبيرًا في الجزائر بسبب انتقاده الصريح لبلده الأصلي.
ولد كمال داود في مدينة مستغانم الجزائرية عام 1970، ودرس الأدب الفرنسي. عمل صحفيًا لسنوات عديدة، وأصبح معروفًا بآرائه الصريحة حول السياسة الجزائرية والمجتمع. في عام 2014، نُشرت روايته الأولى "ميرسو، تحقيق مضاد"، والتي عارضت رواية "الغريب" الشهيرة لألبير كامو.
تدور أحداث رواية "الحوريات" في الجزائر بعد استقلالها، وتحكي قصة امرأة شابة تحاول التوفيق بين إيمانها الديني ورغباتها الجنسية. وقد أثارت الرواية جدلاً في الجزائر بسبب معالجتها لمواضيع مثيرة للجدل مثل الدين والجنس والهوية.
يقول داود، الذي انتقل إلى باريس بعد تعرضه للتهديدات بالقتل في الجزائر، إنه يتعرض للهجوم في وطنه لأنه يجرؤ على التحدث عن المسكوت عنه. وهو يعتقد أن الجزائر بلد يعاني من الكثير من المحرمات، وأن النقد مهم للتغيير.
ومع ذلك، فقد واجه داود أيضًا انتقادات من مفكرين جزائريين آخرين، الذين يتهمونه بالتضحية بوطنه من أجل الشهرة. ويقولون إن انتقاده للجزائر لا أساس له ومتحيز، وأنه يقدم صورة سلبية عن البلاد.
على الرغم من هذا الجدل، لا تزال أعمال كمال داود تلقى الثناء من النقاد في جميع أنحاء العالم. وُصِفت رواية "الحوريات" بأنها "عمل قوي وبديع" و "واحدة من أفضل الروايات المكتوبة عن الجزائر في السنوات الأخيرة". وقد ترجمت الرواية إلى أكثر من 30 لغة، وفازت بجائزة الأدب العربي الدولي في عام 2015.
لا يزال كمال داود كاتبًا مثيرًا للجدل ومُثيرًا للتفكير. تدعونا أعماله إلى التفكير في المسائل المعقدة لهوية الجزائر والحرية والتعبير. ومن خلال الاستمرار في الكتابة والتحدي للسلطة، فهو يساعدنا على فهم أفضل للبلد الذي يحبه وبلدنا الذي يشغلنا جميعًا.