كمسافر متعطش للاستكشاف، كان لدي دائمًا فضول حول أمريكا الجنوبية، لكن كولومبيا لم تكن أبدًا في مقدمة قائمة وجهاتي. فلطالما طغت على هذه الدولة سمعة سيئة مرتبطة بالمخدرات والعنف، مما أبعد العديد من السياح.
ولكن بعد إجراء المزيد من البحث، أدركت أن كولومبيا قد قطعت شوطًا طويلاً منذ تلك الأيام المظلمة. فقد أبرمت الحكومة اتفاقية سلام مع المتمردين، وأصبحت المدن الرئيسية مثل بوغوتا وميديلين آمنة مثل أي مدينة أخرى في المنطقة.
فانطلقت في رحلتي إلى كولومبيا، متوقعًا تجربة دولة ذات مناظر خلابة وتاريخ غني ولكن مترددًا بشأن ما قد أجده. ولدهشتي، كانت كولومبيا أكثر بكثير مما كنت أتخيل.
كانت بوغوتا، عاصمة كولومبيا، مفاجأة سارة. فهي ليست مجرد مركز سياسي واقتصادي، ولكنها أيضًا مدينة حيوية نابضة بالحياة مليئة بالثقافة والتاريخ. فالحواري المرصوفة بالحصى في حي لا كانديلاريا تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بينما تمتلئ المتاحف بالفن الكولومبي المعاصر.
أما ميديلين، التي كانت في يوم من الأيام موطنًا لكارتل ميديلين سيئ السمعة، فقد تحولت الآن إلى واحدة من أكثر المدن ابتكارًا وحداثة في أمريكا اللاتينية. فميترو كابل، وهو نظام التلفريك الذي يربط الأحياء الفقيرة بالمدينة، هو شهادة على التقدم الذي أحرزته المدينة.
ولكن الأهم من ذلك كله، أن الشعب الكولومبي هو ما جعل رحلتي لا تُنسى. فقد وجدتهم ودودين ومضيافين بشكل غير عادي. ففي مدينة كارتاخينا الساحلية، دعاني السكان المحليون إلى منازلهم لتناول العشاء والرقص السالسا. وفي قرية ساليناس الصغيرة، ساعدني المزارعون في قطف حبوب البن الطازجة.
أدركت أن كولومبيا ليست مجرد وجهة سياحية أخرى. إنها جوهرة مخفية في أمريكا الجنوبية تستحق الاستكشاف. لقد غيرت سمعتها السيئة تمامًا، وباتت الآن دولة آمنة وجميلة ومرحبة. فإذا كنت تبحث عن رحلة من العمر، فلا تتردد في إضافة كولومبيا إلى قائمتك.
فكولومبيا لم تعد الدولة المنبوذة التي كانت عليها في الماضي. إنها الآن مقصد سياحي مزدهر يقدم مجموعة لا تُنسى من التجارب.