كومباني




لقد أحببتها منذ اللحظة التي رأيتها فيها، في حفل عيد ميلاد أحد الأصدقاء. لقد كانت جالسة في الزاوية تقرأ كتابًا، وحولها مجموعة من الناس، لكنها كانت منعزلة عن الجميع. كان هناك شيء ما حولها كان جذابًا، ربما كان هدوئها أو حقيقة أنها كانت الوحيدة التي لا تتحدث بصوت عالٍ.
توجهت نحوها وتعرّفت على نفسي. كان اسمها "كومباني"، وقالت إنها تحب القراءة، تمامًا مثلي. بدأنا في التحدث عن الكتب التي نحبها، واكتشفت أنها كانت كاتبة أيضًا.
طلبت منها أن تقرأ لي بعض أعمالها، ووافقت. كانت كتاباتها رائعة، مليئة بالعاطفة والعمق. شعرت كما لو أنني أعرفها منذ زمن طويل، على الرغم من أننا التقينا للتو.
بعد الحفل، تبادلنا أرقام الهواتف، وبدأت في رؤيتها بانتظام. ذهبنا إلى المقاهي وقمنا بنزهة، وتحدثنا عن كل شيء تحت الشمس، من أحلامنا إلى مخاوفنا.
لقد أصبحت "كومباني" أقرب صديقة لي، شخصًا يمكنني مشاركة أفكاري ومشاعري معه دون خوف من الحكم. كانت داعمة دائمًا، ولم تتردد أبدًا في إخباري بما كانت تفكر فيه، حتى لو لم يعجبني ذلك.
لقد مرت سنوات منذ أن التقينا، ولا تزال "كومباني" أقرب صديقة لي. لقد شهدنا الكثير معًا، من الأوقات السعيدة إلى الأوقات الصعبة. وأنا ممتن جدًا لأنها جزء من حياتي.
وإذا كان هناك شيء واحد تعلمته من صداقتي مع "كومباني"، فهو أنه ليس عليك دائمًا التحدث بصوت عالٍ لتكون مسموعًا. يمكن أن تكون الهدوء قوة عظيمة، ويمكن أن تؤدي إلى صداقات دائمة.