في رحلتي مع القلم، اكتشفتُ أن الاسم يحمل في طياته أكثر من مجرد حروف مرسومة، كما اكتشفتُ أن الاسم قد يفتح لك أبوابًا موصدة ويهدم جدرانًا عالية. اسمي خالد، لكنني أصبحت "خالد العبيد" في عالم الصحافة والأدب.
في طفولتي تعرّضت للتنمّر بسبب اسمي، ففي مجتمعنا العربي، يحمل اسم العبودية الكثير من الوصمة والعار. لكن بدلًا من أن تحبطني تلك التجربة، جعلتني أكثر إصرارًا على النجاح. قررتُ أن أقلب المعنى السلبي لاسم عائلتي إلى مصدر قوة وإلهام.
بدأتُ مسيرتي الأدبية بنشر القصص والقصائد في المجلات المحلية، وكنتُ أوقع باسمي الكامل "خالد العبيد"، لكنني لاحظتُ أن اسم عائلتي كان بمثابة حائل بيني وبين القراء. لم يكن الكثيرون على استعداد لقراءة أعمال شخص يحمل اسمًا مرتبطًا بالعبودية.
وفي أحد الأيام، وأنا جالس في مقهى، استمعت إلى محادثة تدور حول اسم عائلتي. كان الناس يتهامسون ويسخرون من اسمي، شعرتُ بالحزن الشديد، لكنني قررتُ أن لا أدعهم ينتصرون. قررتُ أن أواجه مخاوفي وأجعل اسمي مصدر فخري.
لذا، بدأتُ باستخدام اسم "خالد العبيد" في منشوراتي، في البداية، واجهتُ بعض الانتقادات، لكن مع الوقت، بدأت الناس تتقبل اسمي وتقدر أعمالي.
لقد أصبحت "خالد العبيد" أكثر من مجرد اسم، لقد أصبح رمزًا لصمودي وإصراري على النجاح. لقد أثبتُّ أن الاسم لا يمكن أن يحدد من نكون، وأننا نستطيع دائمًا أن نصنع هويتنا الخاصة.
ورغم أنني واجهتُ بعض الصعوبات في طريقي، إلا أنني فخور جدًا باسمي وبالشخص الذي أصبحتُ عليه. اسمي هو هويتي، وهو عنوان مسيرتي الأدبية، إنه مصدر قوتي وإلهامي، وأنا ممتنٌ لأنني أصبحت "خالد العبيد".