تُعد قصة عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن، قصة صعود مذهلة من طالب دين هادئ إلى قائد حرب قوي. في رحلته غير العادية، واجه الحوثي تحديات ضخمة وشهد تحولات دراماتيكية شكلت مصيره ومصير اليمن.
وُلد الحوثي عام 1979 في قرية صغيرة في شمال اليمن. نشأ في عائلة دينية ودرس في حوزة علمية. خلال تلك السنوات الأولى، اكتسب سمعة كطالب مجتهد ومتدين.
التحول نحو النضالومع ذلك، لم يمض وقت طويل حتى تحول مسار حياة الحوثي. في أواخر التسعينيات، تصاعدت الاضطرابات السياسية والطائفية في اليمن، مما أشعل شرارة التمرد الحوثي الأول. كان الحوثي وابنه بدر الدين من أوائل الذين انضموا إلى الحركة، مدفوعين بمظالم دينية وسياسية.
عُرف بدر الدين الحوثي بكاريزماه وقدرته على حشد الجماهير، لكنه قُتل في عام 2004 في اشتباك مع القوات الحكومية. أثار موت بدر الدين غضب الحوثيين وأدى إلى تصعيد القتال. تولى عبد الملك زمام القيادة، ليحمل عبء استمرار التمرد.
الزعيم المقاتلكان عبد الملك الحوثي قائدًا عسكريًا ماهرًا، وقاد مقاتليه في سلسلة من الحروب المريرة ضد الحكومة اليمنية. كان واثقًا من نفسه ومرنًا، واستغل الضعف السياسي والعسكري في اليمن لصالحه. كما حصل على الدعم من إيران، التي دعمت تمرده ضد الحكومة المدعومة من السعودية.
الرجل السياسيإلى جانب مهاراته العسكرية، أثبت الحوثي أيضًا أنه رجل سياسي ماهر. استطاع توحيد العديد من الفصائل الحوثية تحت قيادته، وتحالف مع مجموعات أخرى لتوسيع نفوذه. كما أتقن فن الدعاية، مستخدمًا وسائل الإعلام لبناء صورة له كمدافع عن المظلومين.
الزعيم المتطرفغير أن قيادة الحوثي للتمرد لم تكن خالية من الجدل. فقد اُتهم بالطائفية وبتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها. كما زُعم أنه مسؤول عن تجنيد الأطفال واستخدام العنف ضد المعارضين.
التحديات المستقبليةيواجه الحوثي الآن تحديات كبيرة. فبينما سيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة من شمال اليمن، فإن حكومته غير معترف بها من قبل المجتمع الدولي. كما أنه يواجه معارضة شديدة من الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
يظل مستقبل عبد الملك الحوثي والتمرد الذي يقوده غير مؤكد. فقد نجح في الحفاظ على سيطرته على أجزاء كبيرة من اليمن، لكنه يواجه تحديات عسكرية وسياسية كبيرة. سواء نجح في تحقيق هدفه في إنشاء دولة حوثية أم لا، فإن قصة صعوده من طالب دين إلى زعيم تمرد تعد بمثابة شهادة على الطبيعة المعقدة للصراع اليمني.