كان الجدري مرضًا فتاكًا أودى بحياة ملايين البشر على مر القرون. وكان منتشرًا للغاية لدرجة أنه بحلول القرن الثامن عشر، كان قد أصاب ما يقرب من 90% من سكان العالم. وكانت الأعراض شديدة، بما في ذلك الحمى والقشعريرة والآلام والطفح الجلدي المميز الذي يمكن أن يؤدي إلى العمى والتشويه.
ولكن في القرن التاسع عشر، حدث تقدم غير متوقع. فقد اكتشف إدوراد جينر، وهو طبيب ريفي إنجليزي، أن الحليب يمكن أن يحمي الناس من الجدري. وقد لاحظ أن حلبات الأبقار غالبًا ما يصابون بالجدري البقري، وهو شكل خفيف من الجدري الذي لا يؤدي إلى الوفاة، وكانوا غير معرضين للإصابة بالجدري.
استنادًا إلى هذه الملاحظة، طور جينر لقاحًا للجدري باستخدام قيح من تقرحات الجدري البقري. وقد ثبت أن هذا اللقاح فعال في الوقاية من الجدري وكان بمثابة اختراع ثوري في الطب.
كانت عملية تطعيم الجدري عملية بسيطة نسبيًا. فقد تم وخز الجلد بإبرة ملوثة بقاح الجدري. وقد تسبب هذا عادةً في إصابة خفيفة بالجدري البقري، والتي كانت كافية لحماية الشخص من الجدري مدى الحياة.
انتشر تطعيم الجدري بسرعة في جميع أنحاء العالم. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان قد تم تطعيم ما يقرب من ثلث سكان العالم. وقد أدى ذلك إلى انخفاض حاد في حالات الجدري والوفيات.
وفي عام 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الجدري قد تم القضاء عليه في جميع أنحاء العالم. وكان هذا إنجازًا كبيرًا في مجال الصحة العامة، وقد أنقذ حياة ملايين البشر.
القضاء على الجدري هو شهادة على قوة الطب والتحصين. وقد أثبت أن التطعيم فعال في الوقاية من الأمراض الفتاكة، ويمكن أن ينقذ الأرواح.
يمكننا تعلم الكثير من القضاء على الجدري عن أهمية التحصين. وإليك بعض الدروس المستفادة الرئيسية:
إن القضاء على الجدري هو انتصار للصحة العامة. وقد أدى إلى إنقاذ حياة ملايين البشر، وهو بمثابة تذكير بأهمية التطعيمات. دعونا نواصل جهودنا للقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.