كيف غيّر أدريس عبد العزيز الجو الثقافي في المغرب




إذا كنت من المهتمين بالثقافة المغربية، أو الأدب العربي، فلا بد أنك سمعت اسم أدريس عبد العزيز. هذا الرجل الفذ الذي أثرى الساحة الأدبية العربية والثقافية المغربية خاصة بعطاءاته القيمة.
لقد عُرف أدريس بدفاعه الشرس عن الثقافة العربية، وعمله الدؤوب على حمايتها ونشرها. فأسس "بيت الشعر في المغرب"، وشارك في تأسيس "الاتحاد العام للكتاب المغاربة"، وكان عضواً في العديد من المنظمات الثقافية. كما أنه أسهم في العديد من المجلات والصحف الأدبية، ونظم العديد من المهرجانات واللقاءات الأدبية.
لم يكن أدريس مجرد شاعر وناقد، بل كان أيضًا روائياً ومسرحياً. كتب العديد من الأعمال الأدبية المتميزة، التي حازت على العديد من الجوائز والتقديرات. ومن بين أعماله الروائية المشهورة "الرحلة"، و"ضوء النهار"، و"ليلة القدر". أما أعماله المسرحية، فتضم "حكاية موتى"، و"نوميديا".
ولم يقتصر تأثير أدريس على الساحة الأدبية والثقافية فقط، بل تعداه إلى الساحة السياسية والاجتماعية. فقد كان من أشد المدافعين عن حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية. وكان صوته المدوي من الأصوات التي واجهت الظلم والاستبداد في المغرب.
لقد كان أدريس عبد العزيز رجل ثقافة بامتياز. رجل شجاع ودؤوب، لم يدخر جهداً في خدمة الثقافة والوطن. رحل عنا تاركاً إرثاً أدبياً وثقافياً كبيراً، سيظل ملهماً للأجيال القادمة.
قصة قصيرة
ذات مرة، كنت أجلس في مقهى مع أدريس عبد العزيز. كنا نتحدث عن الأدب المغربي، وتأثيره على الثقافة العربية. قال لي أدريس: "إن الأدب المغربي هو نهر جارف، ينهل منه الأدباء العرب".
ضحكت، وقلت له: "ما شاء الله عليك، يا أدريس. أنت شاعر كبير، كلامك مثل الشعر".
ابتسم أدريس، وقال: "الشعر هو الذي جعلني شاعراً".
نداء
أتمنى أن تكون هذه المقالة قد أعطتكم نبذة عن أدريس عبد العزيز، وإنجازاته العظيمة. أدعوكم إلى قراءة أعماله الأدبية، والتعرف على مسيرته الحافلة بالعطاء.
ففي زماننا هذا، أصبح من النادر أن نجد مفكرين وأدباء مثل أدريس عبد العزيز. أدباء يجمعون بين العمق الأدبي، والنضال السياسي، والهم الإنساني.