لبيك اللهم لبيك





الرحلة إلى بيت الله الحرام هي رحلة العمر، هي رحلة روحانية وعاطفية لا يستطيع الإنسان أن يصفها إلا بعد خوضها بنفسه.


حلمت منذ صغري بهذه الرحلة، وها أنا ذا أقف اليوم في الحرم المكي الشريف، أطوف حول الكعبة المشرفة، قلبي يرتجف من الخشوع والرهبة، وعيني تدمع من شدة التأثر.


شعور لا يمكن وصفه، ولا يمكن ترجمته إلا لمن عاشه، من وقف بين يدي الله وأحرم للعمرة. أشعر وكأنني قد تطهرت من كل ذنوبي، وكأنني قد جددت عهدي مع الله، وبدأت حياة جديدة.


لا شيء يعادل شعور الوقوف أمام الكعبة المشرفة، وسماع صوت المؤذن يصدح: "الله أكبر، الله أكبر"، والشعور بالوحدة والاتصال مع الله.


هذه الرحلة ليست مجرد رحلة سياحية، هي رحلة روحية، هي تجديد للعهد مع الله، هي رحلة إلى الذات، رحلة إلى قلوبنا.


رحلة الحج أو العمرة هي تجربة لا ينساها الإنسان أبداً، إنها رحلة تترك أثراً كبيراً في النفس، تجعلك تعيد النظر في حياتك، وتعيد ترتيب أولوياتك، وتجعلك تتقرب أكثر من الله.


فإن كنت لم تحج أو تعتمر بعد، أنصحك بأن تضعها ضمن أولوياتك، وأن تحرص على أدائها في أقرب وقت ممكن، لأنها رحلة العمر التي ستغير حياتك إلى الأبد.


وإن كنت قد أديت الحج أو العمرة من قبل، فاسأل الله أن يرزقك من فضله، وأن يتقبل منك حجك وعمرتك، وجميع أعمالك الصالحة.

"لبيك اللهم لبيك"


حج بيت الله الحرام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله على كل مسلم قادر مالاً وبدنياً مرة واحدة في العمر.


وهو سُنّة نبوية، فقد حج النبي صلى الله عليه وسلم مرات عديدة، وقد حث صحابته على أداء الحج، وقال: "من استطاع منكم أن يموت غير محرم فليمُت محرماً".


ومن فضائل الحج والعمرة ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وقال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما".


ومن ثمّ، فإن المسلم الذي يستطيع الحج أو العمرة عليه أن يحرص على أدائهما، والتزود من فضلهما، والتقرب إلى الله بهما.


لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.