لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود: أسطورة خالدة في عالم المسرح




السيدة لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود، هي إحدى الأميرات السعوديات التي كرست حياتها للفن والثقافة، ولا سيما المسرح، تاركةً بصمة لا تُنسى في تاريخ المملكة والخليج العربي.
وُلدت الأميرة لطيفة عام 1938 بالطائف، وهي الابنة الخامسة للملك الراحل عبد العزيز آل سعود. وتتميز لطيفة بنشأتها في بيئة تشجع على الإبداع والفنون، فقد كان والدها شاعرًا موهوبًا، مما أشعل في قلبها شغفًا بالكلمة والمسرح.
بدأت مسيرة الأميرة لطيفة المسرحية في عام 1960، حيث شاركت في تأسيس أول فرقة مسرحية نسائية في المملكة، وهي "مسرح فتيات المملكة العربية السعودية". وتولت لطيفة منصب رئيسة الفرقة، ساعيةً لتقديم أعمال مسرحية أصيلة تعكس ثقافة وتقاليد المجتمع السعودي.
ومن أشهر المسرحيات التي قامت بتأليفها وإخراجها مسرحية "بائعة الكبريت"، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور في جميع أنحاء المملكة. كما قدمت مسرحية "المرأة العربية" التي تناولت دور المرأة في المجتمع، ومسرحية "الطائر الأزرق" التي حظيت بإعجاب النقاد.
لم يقتصر دور الأميرة لطيفة على المسرح، بل امتد نشاطها إلى السينما والتلفزيون. فقد شاركت في بطولة عدد من الأفلام السعودية، مثل فيلم "أميرة على الطريق" وفيلم "الطريق إلى المسجد"، كما قدمت العديد من البرامج التلفزيونية التي ركزت على القضايا الاجتماعية والوطنية.
بالإضافة إلى عملها في المجال الفني، كانت الأميرة لطيفة امرأة متعددة الاهتمامات ومحبة للثقافة. فقد كانت باحثةً في مجال العلوم الاجتماعية، وأصدرت عددًا من الكتب والمقالات حول المرأة السعودية والمجتمع. كما أسست مؤسسة خيرية تحمل اسمها، تسعى إلى تقديم الدعم للفقراء والمحتاجين.
تُعتبر الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود أحد أهم رواد المسرح في المملكة، فهي من أوائل الذين عملوا على تطوير الحركة المسرحية النسائية، ونشر الوعي بأهمية المسرح في المجتمع. كما أنها استطاعت، من خلال أعمالها المسرحية، أن تتناول قضايا اجتماعية حساسة بطريقة إبداعية ومؤثرة.
ورحلت الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود في عام 2018، تاركةً إرثًا ثقافيًا وفنيًا ثريًا. وستبقى ذكراها خالدة في قلوب وعقول محبي المسرح والفن في المملكة والخليج العربي.