لطيفه بنت عبدالعزيز.. ملاذُ الفقراء وباب مفارح الأيتام
تصدحُ الأضواء في كل يوم في أماكن بعيدة بالقاهرة، ويُعزف أجمل الألحان والأصوات، لكن في عز هذا الصخب، توجد ركن هادئ، يقطنهُ الهدوء والسكينة مع نبضات قلب تشعر بكُل فقير، تسكنه روح عظيمة مُحبة للخير، قلبٌ يخفقُ مع كل يتيم، إنه قلبُ الأم "لطيفة بنت عبدالعزيز".
تلك السيدة التي لم تُفرق بين أبنائها وبين الأيتام، فتجِدها تخبزُ العيش معنا، تنظفُ المنزل، وتُعِدُّ الطعام بحُبٍ، ومن تُحبُّهُ تطبخُ له، فما بالُ من أحبتهم أيتام؟
تُشاركهم تفاصيل يومهم، وتُتابع دروسهم، وتحفظ معهم أجزاء من القرآن الكريم، تُشاركهم ألعابهم، وتُصلي معهم، إنها الأم بكل ما تحملهُ الكلمة من معنى، فهي الحضن الدافئ والحنون الذي يأوي إليهِ من فقدَ رعاية والديه.
تتحدثُ عن تجربتها بكل فخر وإصرار قائلة: "أن تُربي يتيمًا وتُعلمهُ وتُحسن رعايته، فهذا قُربة إلى الله سبحانه وتعالى، والله لا يضيعُ أجر المحسنين".
دائمًا وأبدًا ما كانت السيدة "لطيفة" مثالاً للتضحية والنكران، ذلك الشعور السامي الذي قلّما يوجد في قلوب البشر، لكنهُ يسكن في قلبها مثل شعلة لا تنطفئُ.
تصفُ نفسها بأنها "أم الأيتام" بعد أن قامت برعايتُهم والتكفُّل بهم، وترى أن كُل هؤلاء الأطفال هم أبناءها الذين ربتهم ورضعتهم، وما زالت تُربيهم حتى يومنا هذا.
كلُ طفلٍ لهُ قصةٌ مع السيدة "لطيفة"، بعض القصص مُفرحة وبعضها مُحزنة، لكنها لم تيأس ولم تمل من حماية هؤلاء الأيتام.
تحكي السيدة "لطيفة" عن أحد الأطفال الذي كان يعاني من مرضٍ شديد، وكانت تكاليف علاجهُ عالية جدًا، لكنها لم تتردَّد في بيع ذهبها من أجلهِ، ضاربةً لنا مثالًا في الإنسانية وحُب الخير.
ما زالت "لطيفة بنت عبدالعزيز" صامدةً في وجهِ الحياة، رافعةً راية التراحُم والتكافُل الاجتماعي، وما زالت يُصدح صوتها في أرجاء المنزل، وتُعزفُ لحن الحنان على قلوب الأيتام، وستظلُّ كذلك حتى تلتحق برحمة الله.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here