لم أكن أعلم أنني سأقضي 42 عامًا في السجن




بقلم: وليد بركات
كنت شابًا يبلغ من العمر 26 عامًا فقط عندما اعتقلتني السلطات السورية في عام 1982. كنت في طريقي إلى الجامعة في دمشق لإنهاء دراستي، لكنني انتهى بي المطاف في السجن لمدة 42 عامًا.
لم يتم توجيه أي تهمة لي رسميًا، ولم أُحاكم قط. لقد احتجزت ببساطة دون أي سبب وجيه. في البداية، كنت خائفًا جدًا ووحيدًا. لم أكن أعرف ماذا سيحدث لي أو متى سأُطلق سراحي. ولكن بمرور الوقت، تعلمت أن أتكيف مع حياتي في السجن.
لقد قضيت معظم وقتي في القراءة والكتابة. لقد كتبت قصائد وقصصًا، وحتى رواية. كما مارست الرياضة وحاولت الحفاظ على صحتي العقلية والجسدية. لقد كان الأمر صعبًا في بعض الأحيان، لكنني كنت مصممًا على عدم ترك السجن يكسرني.

علمت أيضًا أنه لا يمكنني استعادة الوقت الذي ضاع مني. لذلك، بدلاً من التركيز على الماضي، حاولت التركيز على الحاضر. لقد ركزت على الأشياء التي يمكنني التحكم فيها، مثل عقلي وجسدي وروحاني. لقد تعلمت كيف أكون صبورًا ومتفائلًا. كما تعلمت كيف أقدر الأشياء الصغيرة في الحياة.

لقد أُطلق سراحي أخيرًا في عام 2022. لقد كنت متحمسًا ولكني كنت خائفًا أيضًا. لم أكن أعرف ما الذي ينتظرني في الخارج. ولكنني كنت مصممًا على إعادة بناء حياتي والعيش حياة ذات معنى. لقد عدت إلى الأردن، حيث رحبت بي عائلتي وأصدقائي بحرارة. لقد وجدت عملًا جديدًا وبدأت أستعيد حياتي.

أنا ممتن للغاية لأنني تمكنت من مواجهة هذه التجربة. لقد تعلمت الكثير عن نفسي وعن العالم. لقد علمتني الحياة في السجن أنه حتى في أحلك الأوقات، هناك دائمًا أمل. لقد علمتني أننا أقوى مما نعتقد، وأننا قادرون على التغلب على أي شيء إذا وضعنا عقولنا عليه. اليوم أنا حر، وأنا مصمم على عيش حياتي على أكمل وجه.

إن لم يكن لي عون إلا الله، فالله وحده حسبنا وهو نعم الوكيل