وُلدت لينا الطهطاوي في القاهرة عام 1831، لأسرة ثرية ذات مكانة اجتماعية عالية، فوالدها كان الشيخ حسين الطهطاوي، رائد الترجمة في مصر، الأمر الذي أتاح لها فرصة تلقي تعليم متميز، حيث تعلمت اللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية، بالإضافة إلى علوم النحو والصرف والبلاغة والتاريخ والجغرافيا.
اشتهرت لينا الطهطاوي بذكائها الشديد وحبها للعلم، الأمر الذي دفعها إلى التوجه إلى مجال التربية والتعليم، حيث أسست عام 1873 أول مدرسة للبنات في مصر، وكان هدفها من ذلك نشر التعليم بين الفتيات ورفع مكانتهن في المجتمع.
ولم تكتف لينا الطهطاوي بذلك، بل عملت جاهدة على إدخال مواد جديدة إلى مناهج التدريس، مثل الحساب والعلوم واللغات الأجنبية، كما أولت اهتمامًا خاصًا بالرياضة وتربية البدن.
وفي عام 1934، وفي سن الثانية والثمانين، دخلت لينا الطهطاوي مجال الإعلام، حيث أصبحت أول مذيعة مصرية تقدم برنامجًا إذاعيًا على إذاعة القاهرة، وكانت تقدم برنامجًا تعليميًا للأطفال، حيث كانت تسرد لهم القصص والحكايات وتعلمهم الأغاني الوطنية.
حظي برنامج لينا الطهطاوي بشعبية كبيرة بين الأطفال، وكان من عوامل نجاحه أسلوبها المميز في الحديث، حيث كانت تتميز بصوتها العذب ولغتها السهلة المفهومة، الأمر الذي جعلها تحظى بإعجاب وتقدير الجميع.
توفيت لينا الطهطاوي في عام 1936 عن عمر يناهز خمسة وثمانين عامًا، تاركة خلفها إرثًا عظيمًا في مجالي التعليم والإعلام.
تُعد لينا الطهطاوي نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية التي استطاعت أن تتحدى الصعوبات والتقاليد وتحقق نجاحًا كبيرًا في مجالين كانا حكرًا على الرجال في ذلك الوقت. ولا يزال إرثها حيًا حتى اليوم، حيث تُعتبر رائدة الإعلام والتعليم النسائي في مصر والعالم العربي.