مؤمن زكريا... اللقب والشغف والإلهام




في أعماق ملاعب كرة القدم المصرية، وفي قلوب الجماهير، ارتبط اسم مؤمن زكريا بأرقى صور الأداء الرياضي والأخلاق العالية، حتى بات لقبه "الحاوي" تجسيدًا لقدرته السحرية على التحكم بالكرة، والتلاعب بها بكل براعة، تاركًا وراءه سجلًا حافلًا بالإنجازات واللحظات الخالدة.

ولد مؤمن في مدينة سوهاج المصرية في الثاني عشر من أبريل عام 1988، وبدأت موهبته الكروية بالبروز منذ نعومة أظفاره، حتى التحق بنادي الإنتاج الحربي ليبدأ مسيرته الاحترافية في عام 2009.

إبداع على أرض الملعب

سرعان ما أسر أداء مؤمن زكريا أنظار كبار الأندية والمدربين، فانتقل إلى نادي الزمالك ومنه إلى النادي الأهلي، حيث حقق معهما العديد من البطولات المحلية والقارية.

اشتهر مؤمن بحركاته المراوغة المذهلة، وقدراته الاستثنائية على الاحتفاظ بالكرة وتجاوز الخصوم بمهارة لا تصدق، ما جعله أحد أكثر اللاعبين المحبوبين من الجماهير.

روح رياضية عالية

وإلى جانب موهبته الكروية الفذة، كان مؤمن زكريا مثالًا للروح الرياضية والأخلاق العالية، فقد كان دائمًا حريصًا على اللعب النظيف واحترام الخصم.

خلال مسيرته، تلقى مؤمن العديد من الجوائز الفردية، منها لقب أفضل لاعب في الدوري المصري الممتاز في موسم 2013-2014، ولكن أهم ما حققه هو حبه وتقدير الجميع بسبب إخلاصه وشغفه.

المحنة والتحدي

في عام 2020، أصيب مؤمن بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي نادر لا علاج له ويؤدي إلى ضمور العضلات وتدهورها التدريجي.

واجه مؤمن هذا التحدي الصعب بعزيمة وإصرار لا مثيل لهما، وأصبح مصدر إلهام للكثيرين، حيث حوله شغفه بالكرة إلى رسالة أمل وتحدٍ.

إرث دائم

رغم ابتعاده عن الملاعب، لا يزال مؤمن زكريا حاضرًا في قلوب جماهيره، فصورة الحاوي المراوغ لن تتلاشى من أذهانهم.

لقد أثبت مؤمن أن التحديات لن تقف أبدًا في طريق الأحلام، وأن الإلهام يمكن أن يأتي من أصعب الظروف، تاركًا إرثًا من الشجاعة والتصميم سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.