مؤمن زكريا: قصة نجم كرة قدم هزمه المرض اللعين




بقلم:
قبل بضع سنوات، كان مؤمن زكريا نجمًا ساطعًا في سماء كرة القدم المصرية، لاعبًا موهوبًا موهوبًا أمتع الجماهير بمهاراته وسرعته، لكن القدر كان له رأي آخر، حيث أصيب مؤمن بمرض نادر أوقف مسيرته الكروية وجعله طريح الفراش، وفي هذا المقال سنتعرف على قصة مؤمن زكريا، صعوده وهبوطه، وكيف واجه المرض اللعين بإرادة قوية.
نشأته وبداياته كروية
ولد مؤمن زكريا في عام 1988 في مدينة سوهاج بصعيد مصر، بدأ شغفه بكرة القدم في سن مبكرة، حيث كان يقضي ساعات طويلة يلعب الكرة في شوارع قريته مع أصدقائه، وكان شغفه هذا يزداد يومًا بعد يوم، حتى انضم إلى فريق مدرسته، حيث لفت انتباه المدربين بموهبته الفذة، مما جعله يتنقل بين العديد من الأندية المحلية قبل أن يستقر به المقام في نادي الزمالك في عام 2013، ثم انتقل بعد ذلك إلى النادي الأهلي في عام 2015.
مسيرته الكروية
سرعان ما أثبت مؤمن زكريا أنه لاعب استثنائي، حيث استطاع أن يفرض نفسه بقوة في تشكيلة الفريق، بمهاراته الفردية العالية، وتمريراته الدقيقة، وأهدافه الحاسمة، مما ساهم في فوز النادي الأهلي بالعديد من البطولات، بما في ذلك كأس مصر ودوري أبطال أفريقيا، كما انضم إلى صفوف المنتخب المصري، حيث شارك في كأس الأمم الأفريقية عام 2014، وكان أحد العناصر الأساسية في الفريق.
الإصابة اللعينة
في عام 2019، تعرض مؤمن زكريا لإصابة غريبة في أحد مباريات فريقه، لم يتعافَ منها بشكل كامل، وبعد إجراء الفحوصات الطبية، اكتشف أنه مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي نادر يؤثر على الخلايا العصبية المتحكمة في العضلات، ما يؤدي إلى ضمورها تدريجيًا، مما يسبب صعوبات في الحركة والتنفس والكلام، وحتى البلع.
معاناة المرض
لم يكن خبر الإصابة هينًا على مؤمن زكريا، فقد كان بمثابة الصاعقة التي حطمت أحلامه الكروية، وبدأت رحلة العلاج الشاقة، حيث خضع للعلاج في مصر وخارجها، وواجه خلال تلك الرحلة الكثير من الآلام والمعاناة، كما تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، حيث أصبح طريح الفراش، غير قادر على الحركة، وفقد القدرة على الكلام، إلا من خلال أجهزة التواصل البديل.
صمود الإرادة
رغم كل المعاناة التي يواجهها مؤمن زكريا، إلا أنه يمتلك إرادة قوية لا تقهر، حيث يرفض الاستسلام للمرض، ويواجهه بكل ما أوتي من قوة، ويتشبث بالأمل في أن يستعيد عافيته يومًا ما، ودائمًا ما يدعمه أهله وأصدقائه وزملاؤه، الذين يقفون إلى جانبه في هذه المحنة الصعبة.
العطاء المستمر:
رغم وضعه الصحي الصعب، إلا أن مؤمن زكريا لم ينسَ أبدًا حبه لكرة القدم، فهو يستغل وجوده في المستشفى لتدريب الأطفال من مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج، كما أنه يساهم في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، ويحاول التخفيف من آلامهم بقدر استطاعته، إنه نموذج رائع للإنسانية والإرادة القوية التي لا تقهر.
ختام:
مؤمن زكريا هو قصة إنسانية محفزة، قصة صمود وإرادة، قصة لاعب موهوب هزمه المرض اللعين، لكنه لم يستسلم له، بل واجهه بكل ما أوتي من قوة، وتحول إلى مصدر إلهام للكثيرين، يعلمنا أن الإرادة القوية والإصرار يمكن أن يقهر أي صعوبات، وأن الحياة تستمر رغم كل التحديات.