ماريا برانياس، عجوز العالم




في مدينة أولوت الصغيرة شمال شرق إسبانيا، حيث تنساب روائح الخبز المخبوز حديثًا وتغريد الطيور في الهواء، تعيش واحدة من أقدم النساء في العالم، ماريا برانياس. في هذا المكان الهادئ، مرت حياة ماريا بين الجبال والأودية، وشهدت العديد من الأحداث التاريخية التي غيرت وجه العالم.
ولدت ماريا في 4 مارس 1909، في عائلة متواضعة. في سن مبكرة، اكتشفت شغفها بالقراءة والكتابة، وأصبحت قارئة نهمة. كانت تحب قراءة الكلاسيكيات الأدبية والتاريخية وحتى الصحف اليومية. وعندما بلغت سن المراهقة، بدأت في كتابة قصائد وقصص قصيرة، وأرسلتها إلى الصحف المحلية.
في عام 1931، تزوجت ماريا من خوان مونتيل، وأنجبت منه ثلاثة أطفال. عاشت الأسرة حياة كريمة وبسيطة في أولوت، حتى اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936. وشهدت ماريا خلال هذه الفترة المظلمة الحرب والدمار من خلال عينيها، لكنها حافظت دائمًا على الأمل بأن الغد سيكون أفضل.
بعد الحرب، عادت ماريا إلى عائلتها، واستأنفت شغفها بالقراءة والكتابة. وفي عام 1954، نشرت مجموعتها الأولى من القصائد بعنوان "حلم شاب". كما ألفت ماريا العديد من الكتب للأطفال، ترجمت أعمالها إلى عدة لغات، وحققت نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء إسبانيا.
مع تقدم ماريا في السن، حافظت على ذاكرتها الحادة، وروحها المرحة، وحبها للحياة. أصبحت مصدر إلهام ورمزًا للأمل والتحدي للملايين في جميع أنحاء العالم. وقد تم تكريمها بالعديد من الجوائز والتقديرات، بما في ذلك الجائزة الكبرى لتكريم المسنين في عام 2019.
اليوم، تقضي ماريا أيامها في منزلها في أولوت، محاطة بعائلتها وأصدقائها. وهي لا تزال تقرأ وتكتب كل يوم، وتتابع الأحداث الجارية بشغف. وتأمل ماريا أن تتمكن من الاحتفال بعيد ميلادها الـ115 العام المقبل.
وتقول ماريا: "إن سر طول عمري هو أنني لم أشرب الخمر أو دخنت السجائر أبدًا. وأنا أؤمن بالمعاملة الجيدة مع الآخرين، وبأن نكون متواضعين. والحياة جميلة، ويجب أن نستمتع بها قدر الإمكان".