مارين لوبان.. صعود نجمة اليمين المتطرّف في فرنسا




إنّها امرأة تتميّز بشخصيتها القويّة، وخطابها العنيف، وهدفها الواضح: الوصول إلى قصر الإليزيه. مارين لوبان، رئيسة التجمّع الوطني، هي الوجه الأبرز لليمين المتطرّف في فرنسا، وهي منذ سنوات تخوض معركةً شرسة ضدّ النخب الحاكمة والهجرة غير الشرعية.
ولدت مارين لوبان عام 1968، وهي ابنة جان ماري لوبان، المؤسس التاريخي للتجمّع الوطني. نشأت في بيئة سياسية، وسرعان ما أثبتت موهبتها في الخطابة والقدرة على مخاطبة الجماهير. في عام 2011، تولّت رئاسة الحزب، وأدت إلى حدوث تحوّل كبير في استراتيجيته وخطابه.
تعتمد أفكار مارين لوبان على ثلاث ركائز أساسية: الهويّة الوطنية والسيادة والهجرة. فهي تدعو إلى فرنسا قويّة ومستقلّة، خالية من تأثير الاتحاد الأوروبي والأجانب. وهي تعتبر أنّ الهجرة غير الشرعية تهديد للأمن والاستقرار الفرنسي، وتطالب بتشديد الرقابة على الحدود وطرد المهاجرين غير الشرعيين.
  • خطاب شعبوي: تعتمد مارين لوبان في خطابها على لغة بسيطة ومباشرة، وتخاطب مخاوف المواطنين العاديين. فهي تُحاول إثارة مشاعر الخوف والغضب لدى المستمعين، وتقدّم نفسها على أنّها المدافعة الوحيدة عن مصالحهم.
  • استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: أتقنت مارين لوبان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع ناخبيها. وهي حاضرة بقوّة على تويتر وفيسبوك، حيث تنشر رسائلها وتتفاعل مع متابعيها. وقد ساعدها ذلك على كسب قلوب الشباب وجعلها شخصيّة معروفة لدى الرأي العام.
  • استقطاب الناخبين: لقد نجحت مارين لوبان في استقطاب طيف واسع من الناخبين، بما في ذلك العمال والموظفون والمتقاعدون. وهي تستهدف بشكل خاص أولئك الذين يشعرون بأنّهم مهمّشون أو متروكون من قبل النخب الحاكمة. وقد استطاعت أن تكسب ثقة هؤلاء الناخبين من خلال خطابها القومي والسيادي.

وقد أدى وصول مارين لوبان إلى رئاسة التجمّع الوطني إلى تحوّل كبير في الحزب. فقد نجحت في تليين صورته وتحسين علاقاته مع وسائل الإعلام. وبهذا، أصبحت مارين لوبان أكثر قابلية للانتخاب، وجعلت حزبها أكثر شعبية لدى الرأي العام الفرنسي.

في عام 2017، شاركت مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. على الرغم من أنها لم تفز بالانتخابات، إلاّ أنها احتلّت المرتبة الثانية في الدورة الأولى، متقدّمة على مرشح الحزب الاشتراكي ومنتصرين آخرين. وقد أظهرت هذه النتيجة القوّة المتزايدة لليمين المتطرّف في فرنسا، وأكّدت على المكانة الريادية لمارين لوبان في هذه الحركة.
منذ انتخابات عام 2017، واصلت مارين لوبان تعزيز مكانتها كقائدة لليمين المتطرّف في فرنسا. وهي تشارك بانتظام في البرامج التلفزيونية والمناظرات، وتسعى إلى نشر أفكار حزبها. كما تعمل جاهدة على إعداد التجمّع الوطني للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2022.
إنّ صعود مارين لوبان هو بمثابة جرس إنذار لفرنسا وأوروبا. فالأفكار التي تدعو إليها تشكّل تحدّيًا خطيرًا للديمقراطية وللقيم الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات الغربية. من الضروري أن نتصدّى لخطابها الشعبوي ولأفكارها المتطرّفة، وأن ندافع عن مبادئ التسامح والشمولية التي لطالما كانت في صميم الهويّة الفرنسية والأوروبية