مارين لوبان.. من نضال الرئاسة إلى معركة السياسة الأوروبية




بوجودها القوي في المشهد السياسي الفرنسي، لطالما كانت مارين لوبان شخصية مثيرة للجدل. من صعودها إلى واجهة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف إلى معاركها المتكررة للرئاسة، فقد حفرت لوبان اسمها في التاريخ الفرنسي. بعيدًا عن السياسة المحلية، دخلت لوبان الآن في معركة سياسية أوروبية، مما زاد من ظهورها الدولي.

منذ عام 2011، قادت لوبان حزب التجمع الوطني، وهو حزب يروج لخطاب معاد للمهاجرين وقومي. وبفضل آرائها المثيرة للانقسام، فقد أصبحت رمزًا لكل من اليمين المتطرف واليمين السياسي الفرنسي. في انتخابات الرئاسة الفرنسية لعام 2017، وصلت لوبان إلى الجولة الثانية، مما أثار صدمة المؤسسة السياسية الفرنسية.

ومع ذلك، لم تقتصر طموحات لوبان على المستوى الوطني فحسب. في عام 2015، شاركت في تأسيس حزب الهوية والديمقراطية الأوروبية، وهي مجموعة سياسية يمينية متطرفة في البرلمان الأوروبي. ومن خلال هذا المنصب، توسعت لوبان في نفوذها وتطلعاتها إلى الساحة السياسية الأوروبية.

داخل البرلمان الأوروبي، اتخذت لوبان موقفًا متشددًا ضد الهجرة والاتحاد الأوروبي. فهي تعتقد أن السيادة الوطنية يجب أن تكون على رأس الأولويات، وتدعو إلى "فرنسا أولاً" نهج السياسة. كما انتقدت بشدة الهجرة غير الشرعية وسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها دول أوروبية أخرى.

وقد أدى موقفها المناهض للمهاجرين إلى جعلها شخصية مثيرة للجدل في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فقد نجحت أيضًا في جذب قطاع كبير من الناخبين الذين ينجذبون إلى رسالتها المناهضة للمؤسسة. وفي الانتخابات الأوروبية لعام 2019، حصل حزب الهوية والديمقراطية الأوروبية على عدد كبير من الأصوات، حيث أصبح أحد أكبر الكتل في البرلمان الأوروبي.

وبصفتها زعيمة لحزب التجمع الوطني وحزب الهوية والديمقراطية الأوروبية، فإن مارين لوبان لديها الآن منصة عالمية للترويج لآرائها. وهي تستخدم هذه الفرصة لانتقاد سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والاقتصاد والإرهاب. كما دعت إلى إجراء إصلاحات جذرية في الاتحاد الأوروبي، معتبرة أنه متخلف عن حاجات شعوبها.

وعلى الرغم من أنها شخصية مثيرة للانقسام، إلا أن مارين لوبان بلا شك قوة سياسية لا يستهان بها. وقد نجحت في تغيير المشهد السياسي الفرنسي والأوروبي، ولا يزال لديها طموحات أكبر. يبقى أن نرى إلى أي مدى ستصل في سعاداتها السياسية، لكن من المؤكد أن تأثيرها سيستمر في إثارة الجدل والتأثير على مستقبل أوروبا.