مانويل جوزيه.. المدرب العظيم الذي نحت الجيل الذهبي للكرة المصرية




رُسمت ملامح المدرب البرتغالي مانويل جوزيه في وجدان المصريين بشكل لا ينسى.. فما بين هيبته وصرامته وحبه الشديد لمصر، أصبح "مانو" كما يُلقب من أكثر الشخصيات الأجنبية التي ارتبط اسمها بالكرة المصرية.

كانت الحقبة التدريبية لجوزيه في نادي الأهلي بين عامي 2001 و2009 فترة ذهبية لا تُنسى في تاريخ النادي الأحمر، حيث حقق الفريق تحت قيادته العديد من البطولات المحلية والبطولات القارية، فضلًا عن منحه فرصة الظهور في بطولة كأس العالم للأندية مرتين متتاليتين في عامي 2005 و2006.

لم يقتصر دور جوزيه على الألقاب والبطولات فقط، بل امتد تأثيره ليشمل جيلًا ذهبيًا من اللاعبين الشباب الذين منحهم الثقة والفرصة لإثبات قدراتهم، منهم محمد أبو تريكة ومحمد بركات ومحمد شوقي وأحمد فتحي وعماد متعب وغيرهم.

وإلى جانب مهاراته التدريبية الهائلة، كان جوزيه يتمتع بشخصية قوية ومحببة في الوقت نفسه. فقد كان حازمًا في قراراته ولكنه كان أيضًا حنونًا على لاعبيه.

ويحكي محمد أبو تريكة عن جوزيه فيقول: "كان بمثابة الأب لنا، لقد كان قاسٍ في بعض الأحيان، ولكننا كنا نعلم أنه يحبنا جيدًا. لقد علمنا الكثير في كرة القدم وعن الحياة أيضًا".

ويروي أحمد فتحي أحد مواقفه الطريفة مع جوزيه، فيقول: "في إحدى المرات، كنا نلعب مباراة ودية أمام فريق صغير، وفي إحدى الهجمات أرسلت تمريرة ضعيفة، فنظر إلي جوزيه وقال لي: "يا فتحي، إذا كنت تريد أن تلعب معي، فعليك أن تتعلم أن تمرر الكرة بشكل صحيح، وإلا فسوف أرسلك للعب مع فريق الناشئين!".

ولم يتوقف حب جوزيه لمصر عند حدود المستطيل الأخضر، بل امتد ليشمل الشعب والثقافة المصرية، حيث تعلم اللغة العربية وأحب أكلات مصر الشعبية مثل الكشري والفول المدمس.

ويقول جوزيه عن حبه لمصر: "مصر ليست مجرد بلد بالنسبة لي، إنها وطني الثاني. لقد وجدت فيها كل شيء، الحب والمجد والنجاح. سأظل دائمًا ممتنًا لهذا البلد الذي أعطاني الكثير".

وعندما رحل جوزيه عن الأهلي في عام 2009، لم يكن وداعًا بل كان وعدًا بالعودة، وهو ما حدث بالفعل في عام 2011 عندما عاد لتولي تدريب الفريق مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة.

كانت الأوضاع في مصر قد تغيرت بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، وهو ما أثر على النادي الأهلي وعلى جوزيه نفسه. فلم يعد الفريق قادرًا على تحقيق نفس النجاحات السابقة، وواجه جوزيه بعض المشاكل مع الجماهير التي كانت متعطشة لإعادة أمجاد الماضي.

رغم الصعوبات التي واجهها، ظل جوزيه مخلصًا للأهلي ومصر حتى آخر لحظة، قبل أن يرحل نهائيًا عن النادي في عام 2013.

وحتى يومنا هذا، لا يزال مانويل جوزيه يحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين، فهو المدرب الذي صنع الجيل الذهبي لكرة القدم المصرية، والمدرب الذي أحب مصر مثل أبنائها.

فكل التحية والتقدير للمدرب العظيم مانويل جوزيه، رمز الحب والوفاء لمصر وكرة القدم المصرية.