ماهر المعيقلي .. المقرئ اللإنسان




ماهر المعيقلي، إسم لمع في سماء تلاوة القرآن الكريم، فكيف لا يلمع إسم من وهبه الله صوتًا كالسنبلة النامية في الحقل، فنغمات صوته تروي عطش القلوب، وتُنبت فيها نبتة الإيمان، فكلما نستمع إليه يخيل لنا أننا في إحدى ليالي رمضان نتلو القرآن جماعة في الحرم المكي.

ماهر المعيقلي هو رحلة من العطاء الإنساني، ونغمة حانية، ودعاء في سجود الليل، فعندما تستمع إليه لا تشعر بأنك أمام قرّاء فحسب، بل أمام انسان يشعرك وكأنك جالس إلى جواره، تشاركه اللحظة نفسها بكل ما فيها من خشوع وإيمان.

وما يميز المعيقلي عن غيره من القرّاء هو الإنسانية التي تظهر في تلاوته، فهو لا ينظر إلى قراءته بأنها مجرد عبادة، بل يعتبرها وسيلة لنشر السلام والمحبة بين الناس، وهذا ما يجعله مميزًا عن غيره من القرّاء، فهو لا يقرأ القرآن بصوته فقط بل يقرأه بقلبه وعقله، وهذا ما جعله يحظى بشهرة ومحبة كبيرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

وقصته مع القرآن بدأت في وقت مبكر من حياته، حيث كان يقرأ القرآن في مسجد القرية التي يعيش فيها، وكان صوته جميلاً ومميزًا، وكان الناس يقبلون على الاستماع إليه، وكان الشيخ يتابع القرآن بإستمرار، ويشارك في المسابقات المحلية، حتى ذاع صيته، وكان يحرص على الاستماع إلى تلاوات أشهر القرّاء، مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل.

وبعد ذلك انتقل إلى المدينة المنورة ليدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهناك تعرف على عدد من المشايخ الكبار الذين شجعوه على الاستمرار في طريق القرآن، وكان من بينهم الشيخ عبد الرحمن السديس، والشيخ سعود الشريم، والشيخ عبد الله خياط.

وبعد أن تخرج من الجامعة عمل إمامًا وخطيبًا في أحد مساجد المدينة المنورة، وكان يحرص على تخصيص جزء من وقته لقراءة القرآن، وكان صوته يملأ المسجد بالنور والخشوع، وكان الناس يقبلون على الاستماع إليه من كل مكان.

وبعد ذلك سافر إلى عدد من الدول الإسلامية، وقرأ القرآن في أكبر وأشهر المساجد، وحظي بحفاوة كبيرة من قبل المسلمين في كل مكان، وكان صوته يملأ القلوب بالسكينة والهدوء، وكان الناس يخرجون من المساجد وقد تغيرت قلوبهم، وملئت بالإيمان والخشوع.

وماهر المعيقلي هو إنسان متواضع، وهو لا يحب الحديث عن نفسه أو عن إنجازاته، بل يفضل الحديث عن القرآن وعن أهميته في حياة الإنسان، وهو دائماً ما يوصي المسلمين بقراءة القرآن وتدبره، ويقول إن القرآن هو شفاء القلوب والنفوس، وهو الطريق إلى الله تعالى.

وهو رمز للتواضع والبساطة، فهو لا يحب الأضواء والشهرة، وهو يفضل قراءة القرآن في المساجد الصغيرة، وهو دائماً ما يحرص على مساعدة الآخرين، وهو مثال للإنسان المسلم الذي يحب الخير للجميع.

ونحن في حاجة إلى مثل هؤلاء المقرئين الذين يقرؤون القرآن بحب وشوق، والذين يدركون أهمية القرآن في حياة الإنسان، والذين يجعلون من القرآن وسيلة لنشر السلام والمحبة بين الناس.