العمرة من أهم العبادات وأكثرها ثوابًا ويُفضل بعض الناس تأديتها قبل شهر رمضان، فهي من السنن المؤكدة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهي من الأعمال الصالحة التي تُقربنا من الله سبحانه وتعالى، خاصة إذا خلت العمرة من الرياء والسمعة وحب الظهور.
العمرة في اللغة مأخوذة من العمار ومعناه قصد الشيء بالملازمة، فإذا قصد الإنسان بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة، يُقال أنه يعتمر، فهي عبادة يقوم بها المسلمون في أي وقت من أوقات العام، إلا أنها جاءت في السنة النبوية أنها لا تُسند إلى الحج فهي عمل قائم بذاته، يُسن الإحرام بها من ميقات معلوم، والإحرام ركن من أركان العمرة، ويُشترط أن يتم الإحرام بالنية وطواف القدوم والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير.
العمرة عمرة واحدة ولا يوجد عمرتان، وهي تختلف عن الحج من حيث الوقوف في عرفة والمبيت في منى ورمي الجمرات، كما تختلف العمرة عن العمرة المفردة والعمرة المتمتعة، فهي فريضة عند المالكية والشافعية، والجمهور على أنها سنة مؤكدة، إلا أن علماء السلف والخلف أكدوا على مشروعية العمرة وفضلها وكونها سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
من فضل العمرة أنها من الذنوب ومن رفع الدرجات وغفران السيئات، بالإضافة إلى أنها جهاد للمرأة وكفارة لليمين، وهي سبب من أسباب دخول الجنة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما"، فهي عبادة عظيمة وتجارة مع الله سبحانه وتعالى، نتقرب إليه بها ونرجو ثوابه ورضوانه.
ونظرًا لما للعمرة من مكانة كبيرة في الإسلام، وعدم وجود وقت محدد أو موسم معين لأدائها غير موسم الحج، فمن الممكن أدائها في أي وقت، سواء في الشتاء أو الصيف، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وخاصة أنه لا يجوز أداء العمرة للمحرم بسبب إحرامه، فهو لا يستطيع تأدية مناسك العمرة إلا بعد التحلل منه، فمن لم يحرم فلا يوجد ما يمنعه من أدائها في غير الموسم.
وعند التفكير في أداء العمرة واستقبال شهر رمضان، يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف الجوية واختيار الوقت المناسب، ففي الصيف تشتد حرارة الجو في المملكة العربية السعودية، مما قد يشكل صعوبة على المُعتمرين، بينما في الشتاء يكون الجو معتدلًا ومناسبًا نسبيًا لأداء مناسك العمرة، إلا أنه من الممكن أن يتم إلغاء الرحلات الجوية بسبب تقلبات الطقس، لذلك يجب استشارة شركات الطيران والخطوط الجوية للتأكد من مواعيد وإمكانية السفر.
ولأن العمرة ليست ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، فلا يجب أدائها على كل مسلم إلا مرة واحدة في العمر، ولكن يثاب من يكثر من أدائها ويحرم على من لم يحج، ولمن مات ولم يعمر، فوجب على ورثته أن يعتمر عنه.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here