نيوم، وهي مدينة مستقبلية طموحة سيجري بناؤها في شمال غرب السعودية على ساحل البحر الأحمر. وقد تصور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المدينة، المقرر بناؤها بتكلفة 500 مليار دولار، على أنها "ثورة حضارية" ومنارة للتقدم والتكنولوجيا.
ومن المقرر أن تضم نيوم مناطق صناعية ومناطق سكنية ومناطق تجارية ومناطق ترفيهية، ومن المقرر أن يبلغ عدد سكانها مليون نسمة بحلول عام 2030. ومن المقرر أيضًا أن تكون المدينة موطنًا لجامعة ومستشفى عالميين، بالإضافة إلى مركز عالمي للبحوث والتطوير.
وقد أثار مشروع نيوم جدلاً واسعًا منذ إعلانه لأول مرة، مع انتقادات من جماعات حقوق الإنسان والخبراء البيئيين. فقد اتهمت جماعات حقوق الإنسان السلطات السعودية بنزع ملكية أراضي السكان المحليين دون تعويض عادل، بينما أعرب الخبراء البيئيون عن مخاوفهم بشأن تأثير المشروع على البيئة الصحراوية الحساسة.
وتقول الحكومة السعودية إنها ملتزمة بالعمل مع السكان المحليين والمجتمع الدولي لضمان تنفيذ المشروع بطريقة تحترم حقوق الإنسان والبيئة. ومع ذلك، فإن مشروع نيوم لا يزال مثيرًا للجدل، ومن المرجح أن يستمر في إثارة النقاش في السنوات المقبلة.
وهناك عدد من الأسباب التي تجعل نيوم مشروعًا جدليًا للغاية. بادئ ذي بدء، إنه تدخل كبير للغاية في حياة الناس. من أجل بناء المدينة، أجبرت الحكومة السعودية عشرات الآلاف من الناس على ترك منازلهم، وكثير منهم لم يتلقوا تعويضًا عادلًا. كما أن الحكومة تخطط لبناء المدينة باستخدام مواد غريبة، مثل الفولاذ والزجاج، مما سيكون له تأثير بيئي كبير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة بناء نيوم باهظة للغاية. تقدر الحكومة أن المدينة ستكلف 500 مليار دولار لبنائها، ومن غير الواضح من أين سيأتي هذا المال. كما أن هناك مخاوف من أن أموال الحكومة السعودية التي تُستخدم لبناء نيوم ستُحوَّل بعيدًا عن المشاريع الاجتماعية الأخرى التي يحتاجها الشعب السعودي.
وأخيرًا، فإن أهداف نيوم غامضة إلى حد ما. قالت الحكومة أن المدينة ستكون مركزا للتكنولوجيا والتقدم، ولكن ليس من الواضح ما الذي ستفعله المدينة بالضبط أو كيف ستستفيد الشعب السعودي. كما أن هناك مخاوف من أن المدينة ستكون ببساطة ملعبًا للأثرياء، وأنها لن تفعل شيئًا يذكر لتحسين حياة المواطنين العاديين.
وتجدر الإشارة إلى أن نيوم ليست سوى واحدة من عدد من المشاريع الضخمة التي تخطط لها الحكومة السعودية. وتشمل المشاريع الأخرى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة نيوم الصناعية. وتُنفق الحكومة السعودية مليارات الدولارات على هذه المشاريع، على أمل أن تساعدها على تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط. ومع ذلك، فإن هذه المشاريع مكلفة للغاية ومثيرة للجدل، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستحقق أهدافها.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here