كنت أظن أن التواجد في الملعب أثناء المباراة أمر سيئ، حيث الضوضاء والفوضى، ولا أحد يفهم الآخر، ولكنني فوجئت تمامًا، فعلى الرغم من أننا كنا آلافًا، إلا أنه لم يكن هناك فوضى، وكأننا نعرف بعضنا جميعًا.
لم أكن أتصور أن التشجيع والإثارة يمكن أن يسيطرا على عقلي وقَلبي، وكأن كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يجعلني أتنفس وأتحرك، وبين الشوطين كنت أتحدث مع الجالسين حولي، وأحكي لهم عن حبي للأهلي، وأتحدث عن التاريخ الطويل للنادي الذي أحب، وأستمع إلى القصص والذكريات التي حدثت معهم في مباريات الأهلي.كانت ليلة لا تُنسى، ليلة أدركت فيها أنني أهلاوي، وأن الأهلي هو جزء مني، وأنه مهما حدث سأظل أحبه، وسأظل أتشوق لمشجعته في كل مكان. وإذا سألتني عن سبب حبي للأهلي، فلن أجد إجابة، لأنها ليست مجرد مباراة، إنها أشياء كثيرة، ربما تكون جزءًا من طفولتي، أو جزءًا من ذكرياتي مع والدي، أو جزءًا من حياتي التي عشقتها بكل تفاصيلها، فأنا أهلاوي من الطفولة، وحتى آخر يوم في حياتي.
جماهير النادي الأهلي هم أكثر الجماهير عشقًا وإخلاصًا في العالم، وهذا ليس ادعاءً، بل هو حقيقة، فقد صُنفت جماهير الأهلي في عام 2009 كأفضل جمهور في العالم.
فجماهير الأهلي لا تتأثر بنتائج الفريق أبدًا، بل على العكس، كلما خسر الأهلي، كلما زاد تشجيع الجماهير له، وهذه هي العلاقة المثالية بين الجماهير وناديها، حيث الحب المتبادل بين الطرفين.وأخيرًا، فإن مباراة الأهلي لا تُنسى، سواء فاز أو خسر، حيث الأجواء التي لا تُوصف، والحماس والتشجيع. وأنا أدعوك عزيزي القارئ لمشاهدة مباراة للأهلي في ستاد السلام، حيث ستعيش أجواءً لا تُنسى، وتعرف معنى الحب والانتماء.