مجدي الجلاد، رمز الكفاح الفلسطيني




كان مجدي الجلاد بطلاً لا يُنسى في النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال. لقد جسد الشجاعة والعزم والصمود الذي ميّز نضال الشعب الفلسطيني ضد القمع والاحتلال.
وُلد مجدي في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة عام 1953. نشأ في ظروف صعبة، وأشعلت فيه مشاهد الظلم والقهر التي شهدها منذ طفولته رغبة لا هوادة فيها في القتال من أجل حقوق شعبه.
انضم الجلاد إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سن مبكرة، حيث أصبح من أبرز قادتها العسكريين. لعب دورًا محوريًا في عمليات عديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى اكتساب شهرة واحترام كبيرين.
ما ميّز الجلاد كان شجاعته الاستثنائية. لم يتردد أبدًا في المجازفة بحياته من أجل قضيته. في إحدى العمليات، اقتحم وحده قاعدة عسكرية إسرائيلية، وقتل عددًا من الجنود وأجبر الباقين على الفرار.
إلى جانب شجاعته، اشتهر الجلاد بذكائه العسكري وتكتيكاته المبتكرة. كان يخطط لعملياته بعناية فائقة، ويستغل نقاط ضعف العدو ويستبقه في كل خطوة.
لم يقتصر نضال الجلاد على النشاط العسكري فحسب. كان أيضًا شخصية سياسية بارزة، وداعية لا يكل عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. لقد استخدم منصبه للتوعية بالقضية الفلسطينية ولحشد الدعم الدولي.
في عام 1986، اغتالته إسرائيل في عملية اغتيال استهدفته في دمشق بسوريا. كان اغتياله خسارة فادحة للشعب الفلسطيني، لكن روحه وإرثه استمرا في إلهام أجيال من المناضلين.
مجدي الجلاد، الرجل الذي لم يهزم، سيبقى إلى الأبد رمزًا للشجاعة والتصميم في النضال الفلسطيني من أجل الحرية. وأنشودته الوطنية، "مجدي الجلاد بطل فلسطيني"، لا تزال تُغنى في التجمعات والمظاهرات الفلسطينية، وهي تذكرنا بتضحياته وقضيته العادلة.