محافظ بورسعيد الجديد.. طموحات تحلق فوق السحاب




في إحدى الأمسيات الهادئة على شاطئ بورسعيد، حيث تتراقص الأمواج على الرمال الذهبية تحت سماء مرصعة بالنجوم، كان هناك رجل يقف على حافة المياه، عيناه تتطلع إلى الأفق البعيد. كان هذا الرجل هو المحافظ الجديد لبورسعيد، وكان اسمه أحمد عبد القادر.
كان عبد القادر شابًا ذو رؤية ثاقبة وطموحات عالية، وقد عُرف بحبّه لمدينته وعزيمته على تحسين حياة أهلها. لقد أمضى سنوات في خدمة المجتمع، واكتسب سمعة طيبة كشخص ملتزم ومخلص.
مع تعيينه محافظًا لبورسعيد، شعر عبد القادر بأن النجوم قد اصطفّت لصالحه. كانت هذه اللحظة التي حلم بها طويلاً، وهي الفرصة لإحداث تغيير حقيقي في مسقط رأسه.
في خطابه الأول كمحافظ، خاطب عبد القادر أبناء بورسعيد بحماس قائلاً: "أصدقائي الأعزاء، لقد حان الوقت لنجعل بورسعيد تلمع مثل الجوهرة التي هي عليها بالفعل. دعونا نعمل معًا لبناء مستقبل مزدهر لأجيالنا القادمة".
ولتحقيق هذه الرؤية، حدد عبد القادر ثلاث أولويات رئيسية:
  • التنمية الاقتصادية: أراد عبد القادر أن يحوّل بورسعيد إلى مركز اقتصادي إقليمي، معتمدًا على موقعها الاستراتيجي على قناة السويس. وقد خطط لجذب المستثمرين المحليين والأجانب من خلال تقديم حوافز وتسهيل إجراءات الأعمال.
  • التطوير الحضري: رأى عبد القادر أن بورسعيد يجب أن تكون مدينة جميلة ومرتبة، لذا وضع خططًا لتحسين البنية التحتية والمناطق الخضراء وخدمات النقل. كما ركز على الحفاظ على التراث المعماري للمدينة وإحياء المناطق التاريخية.
  • التنمية الاجتماعية: كان عبد القادر مقتنعًا بأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تحدث إلا عندما تكون هناك تنمية اجتماعية. وقد استثمر في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وعمل على تمكين الشباب والنساء.
    لم يكن الطريق سهلًا، لكن عبد القادر كان مصرًا على تحقيق أهدافه. قاد فريقه بحماس وحكمة، ولم يترك عقبة تعيقه. عمل ساعات طويلة، ودعّم مشاريعه من خلال زيارات ميدانية منتظمة، واستمع إلى مخاوف السكان وعمل على حلها.
    بمرور الوقت، بدأت جهود عبد القادر تؤتي ثمارها. شهدت بورسعيد نهضة اقتصادية ملحوظة، مع ازدهار الأعمال التجارية وارتفاع معدلات الاستثمار. كما تحولت المدينة إلى وجهة سياحية شهيرة، مما خلق فرص عمل جديدة وأنعش الاقتصاد المحلي.
    وعلى الصعيد الحضري، أصبحت بورسعيد مدينة نظيفة ومرتبة، بمناطق خضراء واسعة وشوارع آمنة. وتم ترميم المعالم التاريخية، وتم إنشاء متنزهات جديدة، مما جعل المدينة أكثر جاذبية للعيش والعمل.
    ولم ينس عبد القادر أيضًا أهمية التنمية الاجتماعية. فقد شهدت بورسعيد تحسينًا كبيرًا في خدمات التعليم والصحة، كما تم إنشاء العديد من المراكز المجتمعية لتوفير الدعم للأسر المحتاجة. وعمل عبد القادر جاهدًا لتمكين الشباب والنساء، مما سمح لهم بالمشاركة الكاملة في عملية التنمية بالمدينة.
    كانت جهود عبد القادر مصدر إلهام للآخرين. لقد أظهر أن التغيير ممكن، وأن حتى أصغر المدن يمكنها أن تحقق أحلامها. وبفضل قيادته الحكيمة وطموحاته التي لا تعرف الحدود، أصبحت بورسعيد نموذجًا للتقدم والازدهار.
    وفي ختام حديثه، قال عبد القادر: "أصدقاء بورسعيد، رحلتنا لم تنته بعد. لدينا المزيد لننجزه وننجزه. فلنعمل معًا لنجعل بورسعيد مدينة تفخر بها الأجيال القادمة".
    وحينما غابت الشمس وراء الأفق، تاركة السماء متوهجة بألوان دافئة، كان عبد القادر يقف على شاطئ بورسعيد، يشعر بالرضا عن الإنجازات التي تحققت. وكان يعرف أن مستقبل المدينة كان مشرقًا مثل النجوم التي تتلألأ في السماء.
  •