في عالم الشعر العربي المعاصر، يبرز اسم شاعر مصري كبير ترك بصمة خالدة في وجدان عشاق الأدب، إنه الشاعر والطبيب محسن محي الدين، الذي أبدع شعراً مفعماً بالحب والحياة والإنسانية.
ولد محسن محي الدين في مدينة طنطا عام 1939م، ودرس الطب في جامعة القاهرة، وتخصص في طب الأطفال. إلا أن شغفه بالشعر كان يطارده منذ الصغر، فما لبث أن ترك الطب ليتفرغ لكتابة الشعر الذي عشقه.
بدأت مسيرة محسن محي الدين الشعرية في أواخر الخمسينيات، ونشر قصائده الأولى في مجلة "الأديب". وقد لفتت قصائده انتباه النقاد والجمهور على حد سواء، لما تميزت به من لغة رشيقة وصور شعرية بديعة، ومضامين إنسانية عميقة.
كان محسن محي الدين شاعراً رومانسياً، لكنه رومانسية مختلفة عن رومانسية الشعراء التقليديين. ففي شعره تجد مزيجاً فريداً من العاطفة الجياشة والواقعية الحادة. كما كان لديه قدرة مذهلة على التقاط أجمل تفاصيل الحياة اليومية وتحويلها إلى صور شعرية ساحرة.
ومن أهم سمات أسلوبه الشعري:
قدم محسن محي الدين على مدار مسيرته الشعرية الطويلة العديد من القصائد الرائعة، والتي أصبحت خالدة في ذاكرة الأدب العربي ومن أشهرها:
كان الحب والحياة محور شعر محسن محي الدين. ففي شعره نجد العاشق الولهان، والزوج المخلص، والأب الحنون. كما عبر بشعره عن آماله وآلامه وأحلامه وهمومه الإنسانية، مستمداً إلهامه من الحياة اليومية وما يعايشه الناس من أحداث ومواقف.
فمثلاً في قصيدته "لست وحدك" يغني محسن محي الدين للأمل والحب ويدعو المتعبين واليائسين للتمسك بالحياة وعدم الاستسلام لليأس:
"لست وحدك، ففي الدنيا بشر يحبونك
لست وحدك، ففي الدنيا بشر يشعرونك
لست وحدك، ففي الدنيا بشر يهتمون بك
لست وحدك، ففي الدنيا بشر يفهمونك
لست وحدك، ففي الدنيا بشر مثل قلبك"
كان لمحسن محي الدين تأثير كبير على الحركة الشعرية العربية المعاصرة. فقد كان أحد رواد جيل الستينيات، الذين أحدثوا ثورة في الشعر العربي، وأدخلوه آفاقاً جديدة من التجديد والحداثة.
كما ترك شعره أثراً كبيراً في شعراء الأجيال اللاحقة، الذين وجدوا فيه نموذجاً يحتذى به، من حيث التعبير عن العواطف الإنسانية بلغة شعرية رفيعة المستوى.
توفي محسن محي الدين في القاهرة عام 2014م، تاركاً وراءه إرثاً شعرياً عظيماً يضم أكثر من عشرين مجموعة شعرية. وقد نال شعره العديد من الجوائز الأدبية، وحُوِّلت بعض قصائده إلى أغنيات شهيرة.
سيظل محسن محي الدين دائماً واحداً من أهم شعراء الأدب العربي المعاصر، وسيظل شعره مصدر إلهام وإمتاع لكل من يبحث عن الجمال والحب والإنسانية بين الأسطر.