كتبه شريف مدكور
عندما نتحدث عن رواد المسرح المصري والعربي، لا بدّ أن يتبادر إلى أذهاننا اسم محمد إسماعيل درويش، أحد عمالقة هذا الفن وأحد رواده الأوائل. ولد درويش في مدينة الإسكندرية عام 1893 في حي محرم بك، وظهرت موهبته في التمثيل منذ صغره، إذ انضم إلى فرقة مسرحية اسمها "فرقة حسن قلم" في سنٍّ مبكرة.
في عام 1914، أسّس محمد إسماعيل درويش مع مجموعة من الفنانين المسرحيين جمعية مصر الفتاة للتمثيل والموسيقى، والتي قدمت العديد من المسرحيات الناجحة، مثل "الضرة" و"أولاد الفقراء". كما انضم درويش إلى فرقة اتحاد الممثلين التي أسسها نجيب الريحاني عام 1923، وشارك في العديد من مسرحياتها، مثل "بخور عاقور" و"سيدتي الجميلة".
بالإضافة إلى مسيرته المسرحية، كان محمد إسماعيل درويش ممثلاً سينمائيًا بارعًا. فقد شارك في أكثر من 120 فيلمًا، من بينها "غزل البنات" و"زينب" و"الخطايا". وقد تميز درويش بأدواره التراجيدية، حيث جسد معاناة الفقراء والمظلومين بكل صدق وإحساس.
عرف محمد إسماعيل درويش بنضاله من أجل المسرح العربي، فقد كان من مؤسسي نقابة الممثلين المصريين في عام 1942، كما كان عضوًا في مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المسرحيين.
من أبرز أعمال محمد إسماعيل درويش المسرحية: "غراميات عفيفي" و"ثورة الطلاب" و"الدنيا لما تضحك"، ومن أبرز أفلامه السينمائية: "قلبي دليلي" و"بين النهرين" و"المنزل رقم 13".
حصل محمد إسماعيل درويش على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1973، وجائزة مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح في عام 1976.
توفي محمد إسماعيل درويش في 23 أكتوبر عام 1976، تاركًا وراءه إرثًا مسرحيًا وسينمائيًا خالدًا. سيظل هذا الفنان الكبير، الذي أمتعنا بتمثيله وأضحكنا وأبكانا، رمزًا لفن المسرح الراقي في مصر والوطن العربي.