محمد البشير.. لماذا هو الحل في سوريا وما هي صفات هذا السياسي؟




يدور جدل بين السوريين حول شخصية محمد البشير الذي عينه أحمد معاذ الخطيب لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. والجدل لا ينحصر فقط في صلاحياته كرئيس وزراء، ولكن يتعداه إلى مناقشة الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذه الشخصية، والتي أثارت انتباهي، بما دفعني إلى محاولة البحث في خلفياته، وفيما قيل عنه، حتى أتمكن من التعرف على شخصيته، وأكتشف الأسباب التي تقف وراء تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.

إنسان ابن بيئته

ولد محمد البشير عام 1983، في قرية أرمناز التابعة لمحافظة إدلب، وهو ينتمي إلى أسرة متواضعة، وترعرع في بيئة ريفية بسيطة، كان ولا يزال مقربًا من الناس، وكان ولا يزال قريبًا من معاناتهم وهمومهم، لذلك ليس من الغريب أن يكون قد اختار أن يدرس الهندسة الكهربائية، رغبةً منه في أن يكون قريبًا من الناس، وأن يعمل من أجل حل مشاكلهم، ومما يدل على إنسانيته أنه تخرج في كلية الهندسة الكهربائية من جامعة حلب بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان الأول على دفعته، وذلك عام 2007. وهو ما يدل على أنه إنسان محب للعلم والعمل، ويسعى دائمًا إلى التفوق والنجاح.

الرجل الثوري

عندما اندلعت الثورة السورية كان محمد البشير أحد أبرز طلابها، وكان من الداعين إلى إسقاط النظام السوري، وإقامة دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق الإنسان. وكان له دور بارز في التظاهرات التي اندلعت في مدينة إدلب وحماة وحلب، وكان دائمًا يدعو إلى السلمية، ويرفض العنف، وقد اعتقل عدة مرات بسبب نشاطه السياسي.

الرجل السياسي

بعد أن تخرج محمد البشير في كلية الهندسة الكهربائية، عمل في مجال اختصاصه لعدة سنوات، وبالتحديد في مجال الاتصالات، لكنه لم ينسَ أبدًا العمل السياسي، فقد كان عضوًا في المجلس المحلي لمدينة إدلب، وعمل على تقديم المساعدة للنازحين والمهجرين، وشارك في انتخابات مجلس الشعب السوري التي جرت عام 2012، وكان فوزه بمنصب نائب عن مدينة إدلب بمثابة بداية مرحلة جديدة في حياته السياسية، فقد أصبح عضوًا في المجلس الوطني السوري المعارض، وكان أحد أبرز الشخصيات التي طالبت بتسليح الجيش السوري الحر.

رجل المرحلة

اختيار محمد البشير لتشكيل الحكومة السورية الانتقالية لم يكن اعتباطيًا، بل كان مقصودًا، لما يتحلى به من خبرة سياسية، وبما يتمتع به من علاقات واسعة مع كافة الأطراف السورية، فهو شخصية مقبولة لدى جميع الأطراف، كما أنه يمتاز بالنزاهة والشفافية، وهو ما يجعله قادرًا على توحيد السوريين، وبناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق الإنسان.