في مسيرة الأدب والمعرفة الطويلة والحافلة بالعطاء، يبرز اسم الأديب والشاعر العراقي محمد السعدي كواحد من أبرز أعلام الحركة الثقافية العربية المعاصرة.
ولد محمد السعدي في مدينة المسيب بالعراق عام 1932، ونشأ في بيئة أسرية محبة للكتب والأدب، مما أثر فيه وأذكى في نفسه شغف الكتابة والقراءة منذ صغره.
بدأ السعدي مشواره الأدبي في سن مبكرة، حيث نشر أولى قصائده الشعرية وهو لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية. وتميزت بداياته الأدبية بالتأثر بالتراث العربي الكلاسيكي، كما تأثر بالشعراء الرومانسيين العرب.
التحق السعدي بكلية الآداب - قسم اللغة العربية في جامعة بغداد، حيث ازدهرت موهبته الأدبية بشكل ملحوظ. ونشر خلال تلك الفترة العديد من القصائد والمقالات الأدبية في المجلات والصحف العراقية.
تأثرت أعمال السعدي بشكل كبير بالتجارب التي مر بها العراق خلال فترة حياته، خاصة الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد. فجدل قصائده حول الوطن والحب والمنفى والبحث عن الهوية.
كما تناول السعدي في كتاباته القضايا الاجتماعية والسياسية التي عاشها العراق، ودافع عن قضايا المظلومين والمقهورين. وتميز أسلوبه الأدبي بالقوة والصدق والشفافية، مما جعله يحظى باحترام وتقدير واسع النطاق.
أصدر السعدي خلال مسيرته الأدبية الطويلة العديد من دواوين الشعر والمجموعات القصصية والروايات. من أشهر أعماله الشعرية "بغداد فيروزية" و"أغنية حب وجرح" و"سفر البطولات".
كما كتب السعدي العديد من القصص القصيرة والروايات، مثل "الضيوف" و"الحدود" و"أيام الحب والحرب". وتميزت أعماله السردية بعمقها النفسي وقدرتها على استكشاف الطبيعة البشرية بكل تعقيداتها.
حظي محمد السعدي بتقدير واسع النطاق في العراق وخارجها، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة الأدبية العربية والدولية.
ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2007، وجائزة سلطان العويس للإبداع الثقافي عام 2012. كما حصل على دكتوراه فخرية من جامعة بغداد في عام 2015.
يعتبر محمد السعدي أحد أهم الأصوات الأدبية في العراق والعالم العربي المعاصر. ويمثل إرثه الأدبي سجلاً قيماً للتاريخ العراقي والحالة الإنسانية.
وستظل أعمال السعدي خالدة في المكتبة العربية كشهادة على موهبته وإنسانيته العميقة. وسيظل اسمه محفوراً في سجل الأدب العربي المعاصر كرمز للإبداع والعطاء.