مُحَمَّد حَمْزَة.. صانعُ البَسَطَةِ وأَسْتَاذُ التَّعْبِيرِ.




أَنا مُحَمَّد حَمْزَة، ولا أَتَكَبَّرُ وَأَقُولُ: أَنا مَن أَنا، لأَنَّهُ اسْمٌ لا يُصنَعُهُ صاحِبُهُ، ولا يَصنعُ صاحِبَهُ. وقد كانَ مُحَمَّد حَمْزَة صغِيرًا، صَغيرًا جِدًّا، وهو طِفْلٌ يلعبُ في شَوارِعِ القَاهِرَة، بَسيطًا في أحلامِهِ، لا يَمُتَلِكُ سِوى فِكْرِهِ وَعَزيمَةٍ تُذَلِّلُ الصُّعوبَاتِ، فيَطيرُ بِهِمَا إِلى عَالَمِ الطُّفولةِ البريءِ، ويَخْلُقُ مِنْهُمَا عالَماً يَسُودُهُ الحُبُّ وَالبَسَاطَةُ.

وهو يُمَارِسُ الكِتابةَ منذُ الصِّغَرِ، فَكَانَ يَكْتُبُ الخَاطِرَةَ وَالقِصَّةَ، ويُحَاوِلُ دَوْمًا أَن يُجَادِلَ ويَقْنِعَ الغَيرَ بِرَأْيِهِ، ويَفْرِضُ شَخْصِيَّتَهُ في مُختَلَفِ المُنَاسَبَاتِ.

ثمَّ كَبِرَ وكَبُرَت أَحلامُهُ مَعَهُ، ودَخَلَ عالَمَ الصحافةِ، فعَاشَ في هَذَا العَالَمِ المليءِ بِالتَّحَدِّيَّاتِ والمُتغيراتِ، وتَحَمَّلَ مَسْئُولِيَّةَ الكَلِمَةِ بِشَجَاعَةٍ وأَمَانَةٍ.

وقد قَدَّمَ مُحَمَّد حَمْزَة للصِّحَافَةِ العَرَبِيَّةِ أَفكارًا جَديدةً ومَضامِينَ مُتَجَدِّدَةً، فاكتَسَبَ مَكانَةً مَرمُوقَةً بينَ الرُّوَّادِ والكُتَّابِ، وصارَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ يُجيدُ الكِتابةَ في الصُّحُفِ والمَجَلَّاتِ.

وَمُحَمَّد حَمْزَة عَلَى الرَّغْمِ مِنْ شُهْرَتِهِ الواسِعَةِ، يَظَلُّ صَاحِبَ قَلَبٍ طَيِّبٍ لا يَمِلُّ أَبَدًا مِنْ مُسَاعَدَةِ الغَيرِ، يَسْعَى أَن يَقُومَ بدَوْرِهِ في مُسَاعَدَةِ المُجتمعِ على التَّقَدُّمِ والتَّرَقِّي.

  • إنَّ مُحَمَّد حَمْزَة يَرى أنَّ التَّعليمَ هُوَ أَفْضَلُ سَبيلٍ لِلْتَّقَدُّمِ. ويَنْظُرُ إِلَى التَّعليمِ باعتبارِهِ مُحَرّكًا لِلْتَّغْييرِ الأجْتماعيِ، ورُكْنًا أَساسيًا في نَهْضَةِ الوَطَنِ العَرَبيِ.
  • وَهُوَ يُؤْمِنُ أَيْضًا بِأهميَّةِ الحُرِّيَّةِ والحِوَارِ، وَيَرى أنَّهما الضَّمانَةُ لِمُجتمعٍ ديمقراطيٍّ مُزْدَهِرٍ.

وَمُحَمَّد حَمْزَة لا يَكْتُبُ لِيُعْجِبَ النَّاسَ أَوْ لِيَصْنَعَ لنَفْسِهِ ذِكْرًا، إنَّمَا يَكْتُبُ لِيُنَوِّرَ الطريقَ ويُسَاهِمَ في بناءِ مُجتمعٍ أفضلَ.

وَهُوَ يُؤْمِنُ بِأَنَّ الكَلِمَةَ أَقْوَى مِنَ السِّلَاحِ، وأنَّهَا القُوَّةُ التي يُمْكِنُهَا أَنْ تُغَيِّرَ العَالَمَ نَحْوَ الأَفْضَلِ.

فاختَرْ ما شِئْتَ، واتَّبِعْ أيَّ طريقٍ تُحِبُّهُ، واستَمِعْ إلى مَنْ شِئْتَ، ولكنْ لا تَتَخَلَّ أَبدًا عن أحلامكَ، ولا تَتَفَاخَرْ بنجاحِكَ، وتَذَكَّرْ دائمًا أَنَّكَ مَهْما صَغُرْتَ أو كَبُرْتَ، فَسَتَظَلُّ مُجَرَّدَ إنسان.