محمد حيدر: سر العمليات في حزب الله




امتد عمره وسيرته إلى ما هو أبعد من مدارج مدرسة البلدة التي تلقى فيها تعليمه ليخوض غمار السياسة مبكرًا، إذ انتخب نائبًا في مجلس النواب اللبناني في سن الـ 26 عامًا، ليكون بذلك أصغر نائب في تاريخ لبنان.
وُلد محمد حيدر، رئيس عمليات حزب الله، في بلدة قبريخا بقضاء مرجعيون عام 1959، ودرس سنوات عديدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، قبل أن يعود إلى قريته حيث عمل معلمًا في مدرسة القرية، ومن ثم انتُخب رئيسًا لبلديتها.
بدأ محمد حيدر حياته السياسية في صفوف حزب الله، وبات أحد أبرز وجوه الحزب وأكثرهم شعبية، لا سيما في جنوب لبنان، حيث حظي بتأييد كبير بفضل حضوره الدائم بين الناس وتواصله معهم ومشاركته في مناسباتهم الاجتماعية.
ورغم أدائه الجيد في العمل البلدي والنيابي، إلا أن التصاقه بحزب الله، كان الدافع الذي أقنعه بالعودة إلى مقاعد الدراسة، لكن هذه المرة كانت في الكلية الحربية، حيث تخرج ضابطًا ليلتحق بعدها بصفوف المقاومة في حزب الله ليصبح أحد القادة العسكريين البارزين على مدى سنوات.
وقد اختير محمد حيدر من قبل قيادة حزب الله في العديد من المهام العسكرية الحساسة، بما في ذلك قيادة محور الجليل في جنوب لبنان خلال حرب تموز عام 2006، حيث قاد العديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد الجيش الإسرائيلي، مما أكسبه شهرة واسعة بين اللبنانيين.
وبعد الحرب، عُيّن حيدر رئيسًا لقسم العمليات في حزب الله، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن، والذي جعله أحد أبرز الشخصيات في الحزب، فضلًا عن مسؤولياته الأمنية والعسكرية الأخرى.
ويُعرف محمد حيدر بقربه من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ويُعد أحد أبرز مساعديه ومستشاريه، ويُنسب إليه التخطيط والتنفيذ للعديد من العمليات النوعية التي نفذها حزب الله ضد إسرائيل.
وعلى الرغم من أن حزب الله ينتهج السرية في أعماله الأمنية والعسكرية، إلا أن اسم محمد حيدر أصبح معروفًا للجمهور اللبناني والدولي على حد سواء، وذلك بسبب دوره البارز في المقاومة ضد إسرائيل، فضلًا عن مواقفه السياسية الصريحة تجاه القضايا اللبنانية والإقليمية.