يُعد محمد شوقي من أشهر شعراء العصر الحديث، فقد استطاع أن يلهب بروحه الشعرية أفئدة الحاضرين والمستمعين، واستنهض هممهم بأبياته الرنانة وحماسه الوطني.
وقد كتب شوقي في أغراض الشعر كافة، فطرق في شعره غزليات تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم، وترنم بأوصاف الطبيعة الساحرة في قصيدته المشهورة "نهج البردة"، كما أبدع في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحثَّ أبناء وطنه على التوحد والتكاتف من خلال قصائده الوطنية الرائعة.
ظهر نبوغ محمد شوقي الشعري منذ صغره، إذ ألقى أولى قصائده الشعرية وهو في سن السابعة في حفل أُقيم بالقاهرة، وقد أُعجب رئيس الوزراء آنذاك بأبياته الشعرية الجميلة، وأشاد بموهبته الشعرية الفذة.
تلقى محمد شوقي تعليمه في مدرسة الحقوق وأتقن اللغة الفرنسية، ثم عمل مترجماً في قلم الترجمة بالمحكمة المختلطة في القاهرة، وكان يجمع بين عمله الرسمي وبين كتابة الشعر وتجويده.
لم يكتف شوقي بالعمل في مصر؛ بل سافر إلى عدد من البلدان، منها السودان وتركيا وإسبانيا وبلغاريا وغيرها، وقد أعطت هذه الرحلات بعداً إنسانياً لشعره.
لم يكن شوقي شاعراً فحسب؛ بل كان داعية وطنياً مؤثراً، فقد دعم الحركة الوطنية في مصر من خلال شعره، وبعد ثورة عام 1919م، عُين شوقي عضواً في مجلس الشيوخ، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في اللغة والأدب.
من أشهر قصائد محمد شوقي قصيدة "نهج البردة"، وهي قصيدة في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد نظمها شوقي على بحر البسيط، وتمتاز بالصور الشعرية البديعة واللغة السلسة. ومن أشهر قصائده أيضاً: "إلى الفارس"، و"إلى النيل"، و"القناة السويس".
توفي محمد شوقي في عام 1932م، عن عمر يناهز السابعة والخمسين، وقد ترك خلفه إرثاً شعرياً كبيراً ما زال يتغنى به العرب حتى اليوم.