محمد عبده.. شيخ الشعر الذي غنى له العمال والقوميون

محمد عبده في سطور

ولد محمد عبده في قرية نائية بمحافظة البحيرة عام 1849، ونشأ في كنف أسرة متواضعة، لكن ذلك لم يمنعه من أن يتفوق في دراسته ويلتحق بجامعة الأزهر، حيث درس علوم الدين واللغة العربية.

اشتهر محمد عبده بأسلوبه الأدبي المتميز، فقد كان شاعرًا موهوبًا وخطيبًا مفوهًا، وقد كتب العديد من القصائد والأناشيد الوطنية التي ألهبت مشاعر الجماهير ودعت إلى التحرر والاستقلال.

من أشهر قصائده

من أشهر قصائد محمد عبده قصيدة "وطن النيل"، والتي كتبها عام 1878 في أعقاب الاحتلال البريطاني لمصر، وقد أصبحت هذه القصيدة نشيدًا وطنيًا يردده المصريون حتى يومنا هذا.

تقول أبيات من هذه القصيدة:

مصر يا وطن النيل يا مهد الفنون والآداب
قم فاثبت مجدك الأصيل وعزك الغلاب
وإذا حكموك في القيود إن دنسوا عرضك الحجاب
فإن حكموك فالله فوقهم وهو الحكيم العقاب

كما اشتهر محمد عبده بقصيدته "يا مصر نفسي فدتك" التي عبر فيها عن حبه لوطنه ورغبته في التضحية من أجله.

تقول أبيات من هذه القصيدة:

يا مصر نفسي فدتك يا أسنى بقاع
حبي لك بحر وحشاي لك شراع
أسعى لأجلك ما حييت وأخدمك ما حييت
وإذا قضيت نفى في خدمتك ما لي من جزاء

دوره في النهضة الفكرية والأدبية

لم يقتصر دور محمد عبده على الأدب فقط، بل كان له دور بارز في النهضة الفكرية والأدبية التي شهدتها مصر في القرن التاسع عشر.

فقد أسس مجلة "العروة الوثقى" مع تلميذه الإمام محمد رشيد رضا، والتي كانت منبرًا مهمًا لنشر الأفكار الإصلاحية وتنوير الجماهير.

كما كان محمد عبده من أوائل المنادين بتجديد الخطاب الديني وتخليصه من الخرافات والبدع، وقد أثر فكره في الكثير من المفكرين والعلماء بعده.

تكريمه

حظي محمد عبده بتكريم كبير في حياته وبعد مماته، فقد منحته جامعة الأزهر درجة الدكتوراه الفخرية، كما تم إطلاق اسمه على العديد من المدارس والشوارع والميادين في مصر وحول العالم.

وفي عام 1998، أصدرت منظمة اليونسكو طابعًا تذكاريًا عليه صورة محمد عبده احتفالًا بالذكرى السنوية المائة والخمسين لميلاده.

دعوة إلى قراءة محمد عبده

ختامًا، فإن محمد عبده يعد أحد أعظم شعراء مصر وأدبائها، وقد لعب دورًا بارزًا في النهضة الفكرية والأدبية التي شهدتها مصر في القرن التاسع عشر.

إذا لم تكن قد قرأت محمد عبده من قبل، فإنني أدعوك إلى قراءة شعره وكتبه، فهي ستثري معرفتك وتزيد من حبك لوطنك.