لعب محمد عدلان كرة القدم في مصر في عشرينيات القرن الماضي. كان بارعًا من الناحية الفنية، وفي الوقت نفسه كان رياضيًا ملتزمًا. وكما هو الحال مع العديد من أساطير الرياضة، فقد عاش عدلان حياة مثيرة للاهتمام. وبصفته قائدًا لفريق اتحاد السكك الحديدية المصري، قاد فريقه إلى الفوز بكأس السلطان حسين عام 1924.
وبحسب كابتن منتخب مصر آنذاك، حسين حجازي، فإن عدلان كان "نموذجًا يحتذى به للاعب نظيف وشهم وحازم." كما كتب عنه زكي عثمان، أحد اللاعبين الشباب في ذلك الوقت: "أكثر ما يتذكره الناس عن محمد عدلان ليس مهاراته الكروية، بل أخلاقه الرائعة داخل وخارج الملعب."
إحدى القصص التي تُروى عن عدلان حدثت في عام 1923، عندما قاد فريقه للفوز بكأس السيد. في المباراة النهائية، كان الاتحاد متقدمًا بهدف واحد في الدقائق الأخيرة. وكان لاعبو فريق الخصم يضغطون بكل قوتهم، وكانوا على وشك إحراز هدف التعادل. وفي خضم هذه الفوضى، لمح عدلان أحد لاعبي الفريق الخصم وهو يمسك بالكرة وعيناه مغمضتان، مما يعطيه ميزة غير عادلة.
بدلاً من اغتنام الفرصة، توقف عدلان وأطلق صافرة وأوقف اللعب. كان من واجبه كقائد للفريق إبلاغ الحكم، لكن عدلان لم يرد أن يفوز بالكأس على حساب اللعب النظيف. وأمر لاعبيه بالرجوع إلى الوراء، ثم أمر الفريق الخصم بمتابعة المباراة.
في تلك اللحظة، بقي شيء ما في أذهان الناس إلى الأبد. لم يفز عدلان بكأس السيد في ذلك العام، لكنه فاز بشيء أكثر أهمية: احترام الجميع. قال جيمس ستيوارت، أحد المعلقين الرياضيين في ذلك الوقت: "في عالم كرة القدم، يمكن للمال والشهرة والسلطة أن تشوه اللعبة، لكن محمد عدلان كان لاعبًا ظل نظيفًا من كل هذه الشرور."
ويقال أيضًا أن عدلان رفض رشوة من أحد الأندية الكبرى للانتقال إليهم. كان عدلان مخلصًا لفريقه، وكان يرفض بشدة حتى مجرد التفكير في اللعب لفريق آخر. لقد كان مثالاً يُحتذى به للاعب محترف يبذل جهده دائمًا.
وبعد اعتزاله كرة القدم، أصبح عدلان مدربًا ناجحًا. قاد منتخب مصر إلى الفوز بكأس العرب عام 1963، وهو أول لقب كبير يحققه المنتخب المصري. لقد كان مُعلمًا رائعًا ومصدر إلهام للاعبين الشباب الذين كانوا يتطلعون إليه.
توفي محمد عدلان في عام 1981، لكن إرثه مستمر. لقد كان لاعباً لعب اللعبة بروح اللعب النظيف. لقد كان مدربًا ناجحًا، وقبل كل شيء، كان إنسانًا رائعًا. محمد عدلان أسطورة حقيقية لكرة القدم ورياضة مصر، وسيظل يُذكر للأبد على أنه أحد أعظم اللاعبين الذين لعبوا هذه اللعبة على الإطلاق.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here