في غياهب التاريخ الأدبي العربي، يتربع اسم محمد فريد التهامي، شاعر الحب والوطنية، الذي ترك بصمة خالدة في وجدان شعوب المنطقة. وُلد التهامي في مدينة الإسكندرية عام 1894، وسرعان ما لمع اسمه في سماء الأدب العربي كموهبة متألقة، تتنوع بين الشعر والصحافة والتأليف.
امتاز شعر التهامي بالرقة والحنين والغزل العفيف، حيث كان يفيض بنبضات الحب والاشتياق، مصورًا عوالم العشق والهجران بأسلوب شاعري مؤثر. ولم يقتصر شعره على الحب وحده، بل تجاوزه إلى الوطني، حيث تعالت صوته مدويًا في وجه المستعمر، داعيًا إلى الوحدة العربية والاستقلال، مرددًا: "نحن أبناء الوطن الحر، فليس يقهرنا قهر".
الرحلة إلى الهندفي عام 1922، انطلق التهامي في رحلة إلى الهند، حيث التقى بمشاهير الأدباء والمفكرين، وتأثر بالأفكار الثورية والرومانسية. ومن هناك، نشر ديوانه الرائع "ليالي الشرق"، والذي حاز على إعجاب النقاد والقراء على حد سواء، وأطلق عليه لقب "أمير شعراء المهجر".
العودة إلى مصرعاد التهامي إلى وطنه مصر عام 1924، محملًا بأفكار جديدة وروح وطنية متقدة. واصل إبداعه الشعري، ونشر عددًا من الدواوين التي لاقت نجاحًا كبيرًا، مثل "ألحان السحر" و"أزهار الربيع" و"نفحات الروح". كما أسس مجلة "الزهور" الأدبية، والتي أصبحت منبرًا مهمًا للأدباء العرب.
كان التهامي شاعرًا مرهف الحس، وثيق الصلة بالعالم المحيط به. ففي أشعاره، نجد انعكاسًا واضحًا لمشاعره وعواطفه، وهمومه وأحلامه، كما رسم من خلالها صورة حية لمصر في عصره، بما تحمله من أحزان وأفراح، آمال وإحباطات.
خصائص شعرهظل محمد فريد التهامي أحد أهم شعراء العصر الحديث، ولا تزال أشعاره حتى يومنا هذا تُردد على ألسنة العشاق والوطنيين. وسيظل اسمه منقوشًا في سجل الأدب العربي، كرمز للحب والوطنية والإبداع الشعري الفريد.
إرثه الشعريترك التهامي خلفه إرثًا شعريًا غنيًا، يضم أكثر من 20 ديوانًا، منها:
تُرجمت أعمال التهامي إلى العديد من اللغات، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وحاز على عدد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1962. كما تم تكريمه في أكثر من مهرجان أدبي، وتُقام ندوات ومؤتمرات دورية لبحث وتكريم إبداعه الأدبي.
صورة ملتقطة من إحدى زياراته الهند