محمد فريد خميس.. الرجل الذي صنع التقدم العلمي




في مدرج متواضع بجامعة القاهرة، جلستُ في صف محاضرات، ووضعت قلمي ودفتري وجهاز الكمبيوتر المحمول استعدادًا لبدء المحاضرة. دخل أستاذُنا، الدكتور محمد فريد خميس، ببذلته الأنيقة وابتسامته الودودة، فاستحوذ على انتباهنا على الفور.

كانت محاضرته ساحرة حقًا. تحدث الدكتور خميس عن تاريخ العلم، وشدد على الدور الحاسم للتجارب والابتكار في دفع تقدم المعرفة البشرية. استخدم أمثلة حية من مختلف المجالات العلمية، من الفيزياء إلى الطب، لإثبات وجهة نظره.

بينما واصل الدكتور خميس حديثه، شعرتُ بأن ذهني يُفتح. لم تكن محاضرته مجرد نقل للمعلومات فحسب، بل كانت دعوةً إلى الفكر النقدي والاستكشاف. حفزني الدكتور خميس على التساؤل عن العالم من حولي، وأن أكون فضوليًا بشأن المجهول.

لكن ما أثار إعجابي حقًا هو تواضع الدكتور خميس. على الرغم من كونه عالمًا بارزًا، لم يتردد في الإجابة عن أسئلة الطلاب، مهما بدت بسيطة. لقد خلق بيئة محفزة حيث شعر الجميع بالراحة لطرح الأسئلة والمشاركة في النقاش.

خارج الفصل الدراسي، كان الدكتور خميس شخصًا ملهمًا بنفس القدر. كان دائمًا متاحًا لمساعدة الطلاب في بحثهم أو لتقديم المشورة المهنية. وكان لديه أيضًا شغف عميق بالمجتمع، وعمل بجد لتعزيز التعليم والعلوم في مصر.

أذكرُ مرةً عندما التقيتُ به في مؤتمر علمي. كنتُ متوترةً لأنني كنت ألتقي بواحد من أشهر العلماء في البلاد. لكن الدكتور خميس كان متواضعًا للغاية وودودًا. لقد أخذ وقتًا للإجابة على أسئلتي بصبر، وكان مشجعًا جدًا على أعمالي.

لقد أثرت تجربتي مع الدكتور محمد فريد خميس عليّ بشكل عميق. لقد علمني أهمية السعي وراء المعرفة، وقوة التفكير النقدي، وقيمة التواضع. إنه نموذج يُحتذى به لجميع العلماء والطلاب الذين يسعون لتحقيق التقدم العلمي.

وإلى الدكتور خميس، أقول: شكراً جزيلاً لك على كل ما أعطيتنا إياه. لقد ألهمت أجيالًا من الطلاب، وساهمت في تقدم العلم في مصر والمنطقة بأسرها. نتمنى لك حياةً طويلة ومليئة بالإنجازات.