محمد محمود عبد العزيز .. أسطورة فنية خالدة
"يا ورد مين يشتريك، أنا أبيعك وأنت تشتريني"
من منا لا يتذكر هذه الكلمات المغنى لها في فيلم "أغنية على الممر"، الذي مثل فيه الدور البطولي مع الفنانة "أسمهان"، تلك الأغنية التي لازالت محفورة في ذاكرة الكثيرين، إنها إحدى الأغنيات العديدة التي قدمها الفنان الراحل محمد محمود عبد العزيز، والمعروف باسم "محمود عبد العزيز"، والذي أسر قلوب محبيه بصوته الشجي وأدائه الرائع وموهبته الفذة التي لا يختلف عليها أحد.
ولد محمود عبد العزيز
وُلد محمود عبد العزيز في حى الحلمية الجديدة بالقاهرة في 10 يونيو عام 1907، وكان والده أستاذًا جامعيًا، وقد أظهر محمود موهبته الغنائية منذ صغره، حيث كان يغني في الحفلات المدرسية والأسرية، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة بين أقرانه وأساتذته.
درس محمود عبد العزيز الغناء والموسيقى في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، وتخرج منه عام 1932، وكان من أبرز تلاميذ الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان معجبًا بموهبته وكان له الفضل في اكتشافه ورعايته.يازهر في النافذة
كانت انطلاقته الفنية الحقيقية عام 1933، عندما غنى أغنية "يا زهر في النافذة"، التي لا يزال يتردد صداها حتى يومنا هذا، وأصبحت من الأغاني الخالدة في تاريخ الموسيقى العربية.
تعددت أغاني محمود عبد العزيز التي غناها في الأفلام، واشتهر بأغانيه الرومانسية مثل أغنية "شهر العسل" من فيلم "نادية"، وأغنية "أنا والليل" من فيلم "غزل البنات"، وأغنية "يا ورد مين يشتريك" من فيلم "أغنية على الممر".رصيده الفني
قدم محمود عبد العزيز خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، ما يقرب من 400 أغنية، ولحن أيضًا بعض أغانيه بنفسه، كما غنى العديد من الأدوار في الأوبريتات الإذاعية، مثل أوبريت "شهرزاد" وأوبريت "قيس وليلى".
كان محمود عبد العزيز من الفنانين الذين يتمتعون بأخلاق رفيعة وتواضع جم، وكان يحظى بحب واحترام جميع زملائه في الوسط الفني، كما كان له دور كبير في تشجيع المواهب الشابة ودعمها.تتلمذ على يده
تتلمذ على محمود عبد العزيز العديد من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد من نجوم الغناء، منهم المطرب عبد الحليم حافظ والمطربة فايزة أحمد.
حياته الشخصية
تزوج محمود عبد العزيز مرتين، المرة الأولى من سيدة تدعى "زينب" وأنجب منها ابنته الوحيدة "إيمان"، والمرة الثانية من الفنانة "تحية كاريوكا" وظل معها حتى وفاته.
توفي محمود عبد العزيز في 15 نوفمبر عام 1974 عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض القلب، وترك إرثًا غنيًا من الأغاني التي لا تزال ترددها الأجيال، وخلد اسمه بين عمالقة فن الغناء العربي.
وبالرغم من رحيله إلا أن أغانيه ما زالت تحظى بشعبية كبيرة، ويُعاد بثها على العديد من الإذاعات والتليفزيونات العربية، وتظل جماهيريته راسخة حتى يومنا هذا، فهو فنان استطاع أن يترك بصمة لا تُمحى في قلوب محبيه، وسيظل اسمه وذكرياته خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.