محمد مختار جمعة.. قصة صعود وسقوط وزير الأوقاف الأسبق
افتح عينيك يا بوي ولو لمرة واحدة.. شاعر صلاح جاهين بأحد أجمل أشعاره التي غنتها قيثارة الغناء العربي أم كلثوم. تبدأ كلمات هذه الأغنية المعبرة بالحديث عن شخص لا يريد أن ينظر إلى الواقع المحيط به خوفا من معرفة الحقيقة. لكن هذا الاعتراف الصادم من الوزير الأسبق لمحمد مختار جمعة يكشف هذه المرة عن إصراره على غض الطرف عن حقيقة كانت دائما أمامه.
توجيهات الرئيس السيسي واضحة ولا تقبل الجدل بشأن منع دخول السياسة في المنابر الدينية تحت أي اعتبار. منذ توليه منصبه، أظهر جمعة التزاما واضحا بهذه التوجيهات. ومع ذلك، فإن الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات كما نعلم جميعا. وقام جمعة مؤخرًا بتعبئة خطاباته الدينية بتصريحات تمدح الرئيس السيسي. هذا انتهاك صارخ لتوجيهات الرئيس. إنه لا يضع فقط مصداقية الرئيس على المحك، ولكن أيضًا مصداقية المؤسسة الدينية التي يمثلها.
إلى جانب إقحامه السياسة في خطاباته الدينية، فقد تورط جمعة أيضًا في عدد من الفضائح. شملت هذه الفضائح مزاعم سوء المعاملة وسوء الإدارة. وفي عام 2018، ورد أنه احتجز موظفا في مقر الوزارة بحجة أنه كان يعمل لصالح جماعة الإخوان المسلمين. كما تردد أنه استغل منصبه لتعيين عدد كبير من أقاربه وأصدقائه في الوزارة.
في عام 2020، أمر الرئيس السيسي بإقالة جمعة من منصبه. وبدلاً من أن يفرح جمعة بنهاية فترة حكمه، استولى على مصير خطير. بدأت سلسلة من الشتائم التي لا نهاية لها على أجهزة التلفزيون المملوكة للدولة. وهاجم السيسي واتهمه بالظلم. كما اتهم المؤسسة الدينية بالتآمر ضده. وادعى حتى أن الرئيس السابق محمد مرسي سيعود إلى السلطة قريبًا.
اتهامات جمعة لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أي دليل. إنها مجرد محاولة يائسة منه للحفاظ على السلطة والنفوذ. وقد أدت أفعاله إلى إلحاق ضرر كبير بمصداقية المؤسسة الدينية.
مثل جمعة، الذي لم يمنعه لسانه الحاد وحده، هناك الكثير من المسؤولين في مصر الذين لا يترددون في مهاجمة مؤسسات الدولة بعد إقالتهم من مناصبهم. غالبًا ما يتهمون الدولة بالظلم والفساد. ومع ذلك، غالبًا ما يفشلون في تقديم أي دليل يدعم ادعاءاتهم.
تضر تصرفات هؤلاء المسؤولين بمصداقية الدولة وتقوض ثقة المواطنين فيها. إنهم يزرعون بذور الشك والريبة التي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة. من الضروري بالنسبة للحكومة أن تتخذ موقفًا ضد مثل هذا السلوك وأن تظهر له عدم التسامح مطلقًا.
كما أنه من الضروري للشعب المصري أن يكون أكثر تمييزًا فيما يخص المعلومات التي يتلقونها. عليهم أن يتعلموا كيفية فرز الحقيقة من الخيال وعدم تصديق كل ما يقال لهم. مستقبل مصر يعتمد على ذلك.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here