محمد مدحت المعد البدني: صانع الرياضيين الخارقين







في عالم الرياضة، حيث تسطِّر القصص الملهمة عن رحلات صعود وتفوق رياضيين استثنائيين، يقف وراءهم صانع خفي يقودهم نحو المجد: المعد البدني. ومن أبرز هؤلاء المعالجين المصريين البارزين المعروف، محمد مدحت.

معلم مدحت، الذي صنع لاعبين بارزين أمثال علي غزال ومصطفى فتحي وأحمد حجازي وغيرهم، هو معالج بدني، أو كما يحب أن يصف نفسه، "معالج إصابات". وهو يرى أن مهمته الأساسية هي إعداد اللاعبين للوصول إلى أقصى إمكاناتهم، سواء من خلال الوقاية من الإصابات أو إعادة التأهيل منها.

ويؤكد مدحت أن عمله يتجاوز مجرد معالجة الإصابات الجسدية، بل يمتد إلى الجانب النفسي للاعبين. فهو يعي جيدًا الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها، ويحرص أن يكون سندًا قويًّا لهم في مواجهة هذه التحديات. ويرى أن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجانب البدني، وأن اللاعب يحتاج إلى الشعور بالانتماء والدعم من أجل تحقيق النجاح.

يقول مدحت: "الجزء النفسي مهم للغاية. فأنت فقط من يستطيع أن يمنحهم الدافع والثقة. يجب أن تعالجهم من الداخل والخارج".

ويستند نهج مدحت في العلاج على فلسفة أساسية، وهي أن كل لاعب يُعدّ فردًا فريدًا، ويجب التعامل معه بناءً على احتياجاته الخاصة. فهو لا يؤمن بالبرامج العلاجية النمطية، ويحرص على تصميم خطط تدريبية مخصصة لكل لاعب، مع مراعاة تاريخه الطبي ومرحلة إصابته.

يتذكر مدحت إحدى الحالات الخاصة التي واجهها، وهي إعادة تأهيل اللاعب مصطفى فتحي بعد إصابته في الرباط الصليبي. ويقول إن فتحي كان مُصابًا بالإحباط واليأس، ولكنه استطاع أن يمنحه الأمل والثقة في العودة إلى الملاعب.

ويضيف: "كانت حالة فتحي صعبة للغاية، خاصة بعدما خضع لعملية جراحية مرتين. لكنني كنت على يقين بأنه يمكنه العودة. فقد كان لديه العقلية والعزيمة اللازمة".

ومع الكثير من العمل الشاق والتفاني، تمكن فتحي من استعادة لياقته البدنية والعودة إلى تحقيق إنجازات بارزة مع ناديه والمنتخب الوطني.

ويقول مدحت إنه يشعر بالفخر والسعادة عندما يرى اللاعبين الذين عمل معهم يصلون إلى قمة مستواهم. فهو لا يرى نفسه مجرد معالج بدني، بل يُعتبر نفسه جزءًا من رحلة كل لاعب، ومصدرًا للدعم والتشجيع خلال أوقات الشدة والنجاح.

ويختتم مدحت حديثه قائلًا: "هدفي هو مساعدة اللاعبين على تحقيق أحلامهم. أريد أن أراهم يصبحون أفضل نسخة ممكنة من أنفسهم، على المستويين البدني والنفسي. هذا ما يدفعني ويجعلني متحمسًا لمواصلة عملي".

وعلى الرغم من التقدير والشهرة التي نالها محمد مدحت، إلا أنه يبقى متواضعًا ومتحمسًا لمواصلة مسيرته في مساعدة الرياضيين على تحقيق أقصى إمكاناتهم. فهو صانع الرياضيين الخارقين، الذي يعمل بصمت في الكواليس، ويؤمن بأن وراء كل نجم رياضي قصة إنسانية ملهمة.